منصة الصباح

إلى جثة رجل

همسة ود 

بقلم / د. آمال الهنقاري

بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة أسرد لكم حديث إحداهن..

نظرت إليه وهو مسجي على فراش الموت، ثم التفتت لمن معها في الغرفة وطلبت منهم أن يتركوها معه قليلا، وهو حقها، فهى زوجته التي أفنت عمرها معه وضحت من أجله وأجل أبنائها بالغالي والنفيس.

التفتت إليه بنظرة حسرة وقالت له مخاطبة : قل لي بأي وجه من وجوهك المتعددة ستقابل ربك ..ربك الذي لم تكن تذكره إلا لماما، ولا تعرفه إلا في مناسبات ذبح كبش العيد والاحتفال بمفرقعات المولد .. ربك الذي لم تخفه وتخشاه يوما وتستحي منه وأنت تغرق نفسك في ملذات الحرام.. ربك الذي لم تتقه في زوجة مطيعة عطوف أفنت عمرها معك وأنت تكافئها كل يوم بخيانة..نعم أعلم كل خياناتك.. أعرفهن جميعا وأعرف مدى خستهن ونذالتهن وحرصك على إرضائهن بكل غال ونفيس.. وأعلم جيدا مدى علاقتك التي ما فتئت تعبث بقلبك المتعب بين حضور وصد وطلبات لا تنتهي. . أعلم سر تلك الرنة على تليفونك التي تجعلك تتأنق وتخرج مسرعًا للقاء تدفع فيه أكثر مما تأخذ.. تدفع من كرامتك ومن رصيد حبي لك الذي بدأ يتلاشى منذ رأيت خيانتك الأولى واستمر في التلاشي حتى لم يبق منه شيء. واليوم.. ها أنا أقف أمام جثتك لأخبرك بأنني فرحة جدا بمثولك أمام الحق، أمام العدل والإنصاف، وأبشرك بأنني أبدا لن أسامحك، فلطالما لمحت لك بما يدور في خاطري وتوسلت إليك أن ترحم نفسك وشيخوختك قبل أن ترحمني وترحم بيتًا أسسناه معا، ولكنك كنت تستهزىء بتوسلاتي ودموعي وتزيد في غيك .. أبشرك.. لا لن أغفر ولن أسامح.. سأتركك لعدالة السماء لتكون عبرة لكل معتبر. لقد حافظت على بيتي بطريقتي والآن إذهب إلى الجحيم الذي ينتظرك، والذي أنت أهل له، ودعني أهيء نفسي لاستقبال المعزين الذين لا يعلمون أنني في واقع الأمر أعتبرهم حضروا للتهنئة بالخلاص. وداعا أيها الخائن ولا عزاء لك في قلبي… دام الود والتسامح بيننا.

شاهد أيضاً

مناظرة توعوية حول الدستور في جامعة صبراتة

  نظم مكتب الخدمة الاجتماعية بجامعة صبراتة اليوم السبت 12 اكتوبر بالتعاون مع كلية الإقتصاد …