بلا ضفاف
عبد الرزاق الداهش
بلغة الأرقام فإن عدد آيات القرآن الكريم بالضبط 6236 آية.
لو أخذنا مجموع الآيات التي تتناول العبادات، فسنكتشف أنها أقل من 130 آية،
اما اذا احصينا عدد الآيات التي تتعلق بالاخلاق فسنصل إلى رقم 1500 أية، يعني أننا أمام قرابة ربع آيات القرآن الكريم.
ولكن إذا سألنا أيا من الفقهاء عن نقائض الوضوء، أو مبطلات الصوم، فلن يأتي لا على ذكر الغش، ولا الكذب، ولا السرقة.
يعني قد يفتي لنا الفقيه بوجوب قضاء يوم صيام افسدته ذبابة عابرة، وصلت إلى الحلق ذات غفوة منّا.
المنظومة الفقهية صعّبت علينا الدين، وحولته من عمل إلى علم، واختزلت الاسلام كله في العبادات، ولهذا جرى إهدار البعد الاخلاقي، والمقاصدي.
المشكلة ليست في الشعائر الدينية، ولكنها في اختزال الدين الاسلامي في هذه الشعائر، أو تحويل الشعائر إلى دين.
نقول في اليوم الواحد: “اهدنا الصراط المستقيم” على الأقل 17 مرة.
ولكن من يرفع اسعار السلع من أجل زيادة الكسب هم من المسلمين.
ومن يطلب من اصحاب المصانع في الصين، كتابة صنع في ايطاليا، هم من المسلمين.
الذين يقدمون الرشاوي لعناصر الجمارك، كي يدخلوا سلعا غير صالحة لاستهلاك البشري، هم من المسلمين.
الإسلام سلوك واتزان، وليس صكوك غفران.
نعم الإسلام ضمائر، قبل أن يكون شعائر.