صرح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، اليوم الخميس، بأنه يود تجنب الصراع مع إيران، لكنه أشار إلى أن إسرائيل من المرجح أن توجه ضربة للجمهورية الإسلامية، مع تحفظه على القول إن هذه الضربة وشيكة.
وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض: “أود تجنب الصراع. سيتعين على إيران التفاوض بجدية أكثر، مما يعني أنها ستضطر إلى تقديم شيء لا ترغب في تقديمه لنا حاليا”.
تأتي تصريحات ترامب في وقت تتصاعد فيه التوترات حول الملف النووي الإيراني. فقد طالبت وزارة الخارجية الإسرائيلية برد دولي حازم على إيران، عقب قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الخميس، الذي اتهم إيران بعدم الامتثال لالتزاماتها بالضمانات النووية. في المقابل، نددت طهران بالقرار وردّت بتشغيل مركز جديد لتخصيب اليورانيوم.
الاتهامات الإسرائيلية والرد الإيراني:
وقالت الخارجية الإسرائيلية إن إيران ضالعة في برنامج أسلحة نووية سري ومنهجي، وتراكم اليورانيوم المخصب بدرجة عالية، مما يثبت أن طبيعة برنامجها ليست سلمية.
كما اتهمت الوزارة طهران بإعاقة عمليات التحقق والمراقبة وإخفاء مواقع نووية مشبوهة، معتبرة أن هذه الأفعال تقوض نظام عدم انتشار الأسلحة النووية العالمي، وتشكل تهديداً فورياً للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
في طهران، أدان بيان مشترك لوزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانيتين قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واعتبرتاه قراراً سياسياً يكشف طبيعة الوكالة.
وكشف البيان عن تشغيل مركز جديد لتخصيب اليورانيوم، وتبديل أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول في موقع فردو بأجهزة من الجيل السادس. وأضاف البيان أن التعامل السياسي مع إيران كدولة التزمت بتعهداتها يدفع إلى الاستنتاج بأن سياسة التعاون أدت إلى نتائج عكسية، مشيراً إلى أن إيران التزمت دائماً بتعهداتها، وأن أياً من تقارير الوكالة لم يشر إلى العكس.
محادثات مسقط المرتقبة:
في غضون ذلك، ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية نقلاً عن مصدر قوله إن وزير الشؤون الإستراتيجية في إسرائيل رون ديرمر ورئيس الموساد ديفيد برنيع سيتوجهان غداً الجمعة إلى واشنطن، للقاء المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف قبل المحادثات الأميركية الإيرانية المقررة في سلطنة عمان الأحد المقبل.
وكان وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي قد أعلن في منشور على حسابه بمنصة إكس أن الجولة السادسة من المحادثات الإيرانية الأميركية ستعقد يوم الأحد المقبل في مسقط. وبحسب موقع أكسيوس، فإن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف سيجتمع الأحد المقبل في العاصمة العمانية بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في محاولة جديدة لبحث الرد الإيراني بشأن مستقبل المحادثات النووية.
دعوات أوروبية لضبط النفس:
في السياق نفسه، حث الاتحاد الأوروبي إيران اليوم الخميس على ممارسة “ضبط النفس” بعدما تعهدت طهران ببناء منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم رداً على قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية يدين عدم امتثالها لالتزاماتها.
وقال الناطق باسم دائرة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أنور العوني: “ندعو إيران إلى معاودة التعاون بشكل كامل مع الوكالة وتطبيق التزاماتها كاملة.. (و) ممارسة ضبط النفس وتجنب أي خطوة من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد الوضع”، في إشارة إلى تعهد الجمهورية الإسلامية بزيادة أنشطة التخصيب بـ”شكل كبير”.
مواقف متباينة:
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد شكك أمس الأربعاء في إمكانية “قبول إيران وقف تخصيب اليورانيوم”، وقال إن ثقته تراجعت، وأكد مجدداً أن واشنطن لن تسمح لطهران بتطوير سلاح نووي، سواء تم التوصل إلى اتفاق خلال المفاوضات معها أم لا.
في المقابل، قال الرئيس الإيراني مسعود بزكشيان إن بلاده لن “ترضخ لإملاءات” أمريكا والأوروبيين، وستفشل مساعي من وصفهم “بالأعداء”، مؤكداً “لا نسعى إلى تصنيع سلاح نووي، ولا يحق لأحد منعنا من البحث العلمي بالمجال النووي”.
تترافق هذه التطورات اليوم مع تزايد التوتر في المنطقة بالتزامن مع تعثر المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامجها النووي.