منصة الصباح

إسرائيل تستأنف عدوانها على غزة وتوقع 322 شهيدًا وعشرات الجرحى في غارات مكثفة

تقرير: تقوى البوسيفي

استأنفت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها العسكري الواسع على قطاع غزة في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، بعد توقف استمر قرابة الشهرين، ما أسفر عن سقوط مئات الشهداء والجرحى، وسط تصاعد الهجمات الجوية والقصف المدفعي على مختلف مناطق القطاع.

تجدد العدوان وتصعيد ميداني

من جانبها أعلنت الحكومة الإسرائيلية، في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عن استئناف العمليات العسكرية ضد حركة حماس في غزة، متذرعة برفض الحركة مقترحات أميركية لتمديد وقف إطلاق النار.

وأكدت هيئة البث الإسرائيلية أن القوات الجوية شنت موجة من الغارات المكثفة على أهداف مختلفة في القطاع، بينما أصدر نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت توجيهات للجيش بالتحرك “بقوة” ضد حماس.

وأفادت مصادر إسرائيلية بأن قرار استئناف القتال اتُخذ مساء السبت خلال اجتماع أمني ترأسه نتنياهو، فيما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين عسكريين تأكيدهم أن الهجوم سيستمر طالما كان “ضروريًا” وسيتوسع ليشمل عمليات برية وجوية.

حصيلة الضحايا أرقام مفزعة

تسبب القصف الإسرائيلي العنيف في سقوط عدد كبير من الضحايا، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة عن استشهاد 322 فلسطينيًا وإصابة المئات، منذ فجر الثلاثاء.

وأكدت مصادر طبية أن الغارات استهدفت منازل مأهولة بالمدنيين وخيام النازحين في مناطق متعددة، أبرزها خان يونس ورفح وجباليا.

ومن بين أبرز الهجمات التي خلفت أعدادًا كبيرة من الضحايا: غارات على خيام النازحين في المواصي غربي خان يونس، أسفرت عن استشهاد العشرات وإصابة آخرين، قصف مدفعي على الأحياء السكنية في رفح وجباليا، ما أدى إلى تدمير واسع وسقوط ضحايا بينهم نساء وأطفال، استهداف مدرسة دار الفضيلة شمال غرب رفح، وسط تحذيرات من وقوع مجازر بحق النازحين الذين يحتمون في المنشآت التعليمية.

إجراءات إسرائيلية وتشديد أمني

مع تجدد القتال، أعلنت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية عن فرض قيود مشددة في مستوطنات غلاف غزة، شملت تعليق الدراسة ومنع المزارعين من العمل بالقرب من الحدود.

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه “متأهب ومنتشر على جميع الجبهات”، في إشارة إلى احتمال توسيع نطاق المواجهة.
واشنطن أُبلغت مسبقًا بالهجوم

أفادت تقارير صحفية بأن الحكومة الإسرائيلية نسقت هجومها مع الإدارة الأميركية، حيث نقلت وول ستريت جورنال عن مسؤول إسرائيلي أن “الرئيس الأميركي أعطى الضوء الأخضر لاستئناف العمليات العسكرية بعد رفض حماس إطلاق سراح الأسرى”.

كما أكدت مصادر إسرائيلية أن الجيش “أعد خطته مسبقًا وأبقى التفاصيل سرية للحفاظ على عنصر المفاجأة”.
ردود فعل فلسطينية

في المقابل، حملت الفصائل الفلسطينية، إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تداعيات العدوان، حيث أكدت حركة حماس أن “نتنياهو وحكومته انقلبوا على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرضون الأسرى الإسرائيليين لمصير مجهول”.

ودعت الحركة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى التحرك العاجل لدعم الشعب الفلسطيني، بينما طالبت حركة الجهاد الإسلامي المجتمع الدولي بـ”وقف المجازر الإسرائيلية فورًا”.

تحذيرات من كارثة إنسانية

مع استمرار القصف، حذرت منظمات إنسانية من تفاقم الأوضاع في غزة، لا سيما في ظل انعدام الخدمات الطبية ونقص المستلزمات الأساسية، بينما تواصل طواقم الإسعاف والدفاع المدني العمل وسط ظروف صعبة لإنقاذ الضحايا من تحت الأنقاض.

في ظل هذا التصعيد، يبقى السؤال الأبرز: إلى أين ستقود هذه الجولة الجديدة من العدوان؟ وهل يتحرك المجتمع الدولي لوقف نزيف الدم الفلسطيني، أم أن غزة ستواجه فصولًا أكثر دموية في الأيام المقبلة؟

شاهد أيضاً

السلطات الهولندية تعتقل ليبيًا متهمًا بجريمة قتل تعود لعام 2003

اعتقلت السلطات الهولندية مواطنًا ليبيًا، يبلغ من العمر 51 عامًا، بتهمة الضلوع في جريمة قتل …