منصة الصباح
محمود السوكني
محمود السوكني

إستباحة الوطن

محمود السوكني

نشرت صحيفة “اليوم السابع” القاهرية في عددها الصادر بتاريخ 2023/11/28 نباءً عن توقيع مذكرة تفاهم بين جمهورية مصر العربية وكوريا الجنوبية ، جاء فيه على لسان وزير النقل الفريق م. كامل الوزير أن توقيع المذكرة يأتي تنفيذاً لتوجيهات القيادة المصرية لجعل مصر مركزاً عالمياً للتجارة واللوجستيات ..إلخ وهو مايثلج صدورنا ويسعدنا كعرب نفخر بأي تطور حضاري  يجري على أرض الشقيقة الكبرى مصر يحفزنا وبقية الأقطار العربية على أن نحدو حدوها ونسلك طريقها فهي القدوة دائماً . غير أن (الحلو مايكملش) فقد جاء في ذات الخبر وعلى لسان معالي الوزير الهمام وبالحرف أن المذكرة تتضمن   (إنشاء خط أنابيب بترولي من الأراضي الليبية وحتى ميناء جرجوب وإعادة التصدير للدول الأوروبية) !! هكذا وبدون إستحياء  وبلا خجل ولا إعتبار للدولة الجارة وسيادتها على أرضها .

محرر الشئون العربية بوكالة الأنباء الليبية إستحمل على مضض ولثلاثة أيام عجاف هول الخبر وشدة غرابته ولا أقول وقاحته -إحتراماً للعشرة وصوناً للمحبة- لكنه إنفجر غاضباً بعد ذلك وبثت (وال)  قراءة له تظهر مدى  حنقه وإستهجانه للخبر الغريب و (إستغرابه الشديد لحالة الصمت التي إلتزمتها السلطات المعنية بالنفط الليبي تجاه الأنباء الرسمية الواردة من القاهرة) في شأن يمس الإقتصاد الليبي والمورد الوحيد له ، ويتساءل في مرارة (هل باتت ليبيا دولة مغلقة  وهي تملك أطول شاطيء على المتوسط ؟) يضيف المحرر (أين ميناء الحريقة الليبي من كل هذا ؟ أليس هو الأقرب من مصادر الطاقة أكثر من ميناء جرجوب المصري الذي يبعد عن حدود البلدين بمائة وثلاثين كيلو منر ؟ )  في إعتقادي أن معالي الوزير وهو المعروف بحدة الذكاء وسعة الإطلاع لا يغيب عن ذهنه وجود أكثر من ستة موانيء نفطية على إمتداد الساحل الليبي البالغ قرابة الألفي كيلو منر ، وهي أولى بالإضطلاع بتصدير نفط بلادها بدل الإستعانة بشقيق أو صديق .

أنني أناشد سيادة النائب العام أن يسارع بفتح تحقيق مع الجهات المسئولة عن موردنا الأساسي والوحيد لتفسير صمتها حيال هذا  الأمر الذي يعد في غاية الخطورة وكشف ملابساته وتعرية المتورطين فيه ومعاقبة كل من كان ضليعاً في محاولة سرقة قوت الوطن .

شاهد أيضاً

نَحْنُ شُطَّارٌ فِي اخْتِلَاقِ الأعْذَارِ

باختصار د.علي عاشور قبل أيام قليلة نجحنا نحن الليبيون في ما يزيد عن خمسين بلدية …