منصة الصباح

أين قرار مجلس العقل الوطني؟

أمريكا التي تملك مخزونا من أسلحة الدمار يكفي تدمير الكرة الأرضية أكثر من خمسة مرات، لم تجد لا حاملات طائراتها، ولا ورؤوسها النووية، ولا صواريخها الذكية، وأغلقت على نفسها الأبواب والشبابيك، أمام كورونا.
أوروبا تعطل الحريات العامة المحمية بالدستور، وتضع مواطنيها تحت الإقامة الجبرية، وتكتشف ذات حقيقة، أن محلول الديتول، والكمامات الطبية، أفضل من الباتريوت، و الأس أس 400، وأسلحة حرب النجوم، في زمن كورونا.
الحكومات، والمعارضات، والأخوة الأعداء في كل العالم، تركوا خلافاتهم، وعدواتهم، لينخرطوا في حرب وجود، أمام عدو لا يفرق بين يسار ويمين، ولا بين جنس وجنس، أو عرق وعرق، أسمه كورونا.
ولكن مع كل هذا المستوى المرتفع من الفزع المشروع أحيان، والزائد في بعض الأحيان، فإن من ماتوا بسبب كورونا في كل الصين، أقل من الذي قتلوا في حرب طرابلس.
لنترك الالتزامات المعلنة بوقف القتال، ومخرجات برلين، وقرار مجلس الأمن، نتجه إلى قرار مجلس العقل، فلا صوت الآن يعلو الآن على صوت كورونا، ولا حرب إلا ضدها.
اليوم القرار الوطني هو قرار مجلس العقل الليبي، ومجلس المنطق الليبي، لأننا أمام حرب مفروضة علينا، وعدو لا يفرق بيننا، وعلينا أن نتفرغ له، قبل كل قبل، وأولى من كل أولى.
الصينيون أرسلوا نصف مليون كمامة طبية لإيطاليا، ووضعوا على الصناديق مقطع من قصيدة رومانية قديمة: “نحن أمواج من ذات البحر”.
واليابانيون قبل ذلك وعندما ارسلوا معدات طبية إلى الصين، كتبوا مقطع من قصيدة صينية قديمة: “لدينا جبال وأنهار مختلفة ولكن نشترك في نفس الشمس والقمر والسماء”.
نحن الليبيين يجمعنا وطن واحد، ودين واحد، وقلق واحد، وأخيرا كورونا واحدة.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …