الكتاب ثقافة، وتوجيه ومعرفة وتعليم والأسرة مسؤولة على تدريب الابناء على صحبة الكتاب لأنه غذاء العقل، وذلك بتجهيز مكتبة زاخرة بالكتب المفيدة، وذلك بكل منزل، لتكون النواة الحقيقية لخلق جيل قارئ، يحب الاستزادة من الكتب حين نضها بين يديه لتكون له مرجعاً للبحث والدراسة والتحصيل نعودهم منذ صغرهم كيفية المحافظة على الكتاب، وإعادته إلى مكانه المخصص له بالمكتبة.
الكتاب هو المرشد الذي يعنيهم على حرية التفكير فيترجم أهداف طريق حياتهم بالبحث العلمي فمن من لايحب الخير لابنائه؟ ومن لايحب أن يكونوا قارئين متذوقين لما يقرأون؟
يحتاج الابناء من أجل ثقافة أفضل تكريس أكبر الجهد في إعداد مكتبة المتنزل، واختيار أفضل الكتب المفيدة بوعي حتى تعرفهم عن إضاعة وقتهم وراء المسلسلات التلفزيونية.
فالثقافة تكون من الكتاب وحده وأزمة الفكر لا تكون إلا في غيابه.
فالكتاب هو الذي يمنح الثقافة ويؤثر في العقل التأثير المنشود إن على الآباء والامهات إستغلال رغبة الابناء في القراءة، وبما أن الطفولة صانعة المستقبل فإن الكتاب هو أيضاً صانع الطفولة بالمكتبة في المنزل تجعل الابناء يقبلون على القراءة إذا توفرت لهم الكتب وذلك بتشجيعهم على إقتناء الكتب المفيدة والمحافظة عليها فالقراءة تفتح العقل، وتمنى الفكر فيشعر القارئ أنه إنسان له شحصية وحقوقه في الاختيار والتذوق وهذا الشعور يكون له دافعاً وحافزاً لطلب المزيد من القراءة والأفضل للوالدين أن يسألا الابناء عن محتوى الكتاب الذي قرأوه فالابناء بحاجة إلى وقت كاف للإستماع إلى أوانهم فيما قرأوه ومناقشتهم، فتبادل الآراء يجعل الابن انساناً ناجحاً في حياته منظماً ومفكراً ومفيداً لوطنه .
دور الكتاب:
لايمكن لأي منا مهما كان إنكار اهمية القراءة في حياة الانسان ودورها في اخراجه من الظلمات إلى النور، وأول آية في القرآن الكريم حثت على القراءة «أقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق أقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم» سورة العلق.
قال الأصمعي لرجل ألا أدلك على بستان تكون منه في أكمل روضة ويخبرك عن المتقدمين، ويذكرك إذا نسيت، ويؤنسك إذا إستوحشت، قال : نعم قال عليك بالكتاب، فلا يخلو كتاب من فائدة تنفع من عمل بها، خير وأجمل جليس وأحسنه وأكرمه وانفعه للفرد والمجتمع وهذا يذكرنا بقول الشاعر:
وخير جليس في الزمان كتاب
تسلو به إن خانك الأصحاب
وقال آخر:
اعز مكان في الدنيا سوح سايح
وخير جليس في الأنام كتاب
وليست العبرة بأقتناء الكتب في المكتبات وتصنيفها في الأرواح ولكن العبرة بالفهم والمطالعة فيها لمعرفة محتواها من فوائد علمية واجتماعية وشرعية وما تحتويه هذه الكتب من شتى المجالات التي تخدم الإنسان في حياته العلمية والعملية.
مع الأسف أهل الآباء دور الكتاب وأهميته في حياة ابنائهم، فأهتموا بتسلية الابناء وترفيههم والباسهم أحدث الملابس وشراء أحدث الألعاب فالأسرة هي المحرك الأساسي والدافع لغرس حب القراءة وتقديسها في نفوس الابناء منذ الصغر والعلم في الصغر كالنقش في الحجر.
م/ بشير الطاهر الجليدي