منصة الصباح
محمد الهادي الجزيري
محمد الهادي الجزيري

أنت اخترت

محمد الهادي الجزيري

كتبت على جوالي منذ ساعة ..ما يلي وما لم أمحه :
” لا أرغب في فعل شيء… ، حتى الحياة أعيشها فقط لأعيشها.. ، لقد نزعوني من قوّتي وعزمي وإنسانيتي.. وإيماني بغد أفضل لبني البشر…، لست أدري من أين جاؤوا.. وكيف تسللوا إلى حياتي المتزنة..إلى أرضي وافتكّوها غصبا بتحالف قوى الشرّ معهم ……”

وأكتب ما هو قريب من الشعر وإن كان نثرا ..:
ماذا دهاك.. ماذا تكتب؟
تقرّ بهزيمتك للعدوّ
ليزداد غرورا وصلفا
أترضى بهذا الذلّ.. وترفع الراية البيضاء
وتعلن أنك مستسلم؟
لم أظنك هكذا بتاتا
ألم تقل أنك بتّ تتنفس على وقع أنفاس فلسطين
ألم تعد روحك وأهلك والعالم وكل شيء فيه..
بالمقاومة والصبر على الأذى
فكيف تستسلم الآن؟
وآلاف مؤلفة من شهدائك تحت الركام
ينظرون إليك مستغربين.. بتعجب شديد
ألست الشاعر المناضل الحرّ
يا من لا تقبل الضيم
فكيف تركع..؟
أأوجعك المشهد ولم تعد تتحمّل أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ..
وهي تتفتت بين يديك؟
ماذا جرى لك
هل طغى الكيان الصهيوني الإرهابي النازي عليك إلى درجة الانبطاح
والرغبة في الاختفاء عن الأعين والأنفس وكلّ شيء..
لمن ستترك الإنسان والأرض والله والوطن؟
قل أنك تكذب..
وسوف تثأر “لروح روحك..”
تلك الرقيقة التي وسّدتها التراب
وكوّمت عليها التراب..
تلك اللطيفة مثل الهواء
هل نسيت ابتسامتها ورقصها العفوي
وركضها إليك لتحضن ك بكلّك.. بلحيتك وقامتك المنحنية لها
لن أصدق أنك تبكي…
أيبكيك هوانك على الناس..
وانفضاضهم عنك وعن وطنك ودمك ومقدساتك..
وكلّك…
لقد انفضوا عنك كما لم ينفض أحد عن أحد من قبل..
قل إنّك تكذب
وتذكر آلاف النصوص التي حبّرت في النضال
وحرّضت نفسك والعالم على القبح والبشاعة والحقد الأعمى
قل إنّك تكذب
واقرأ على العالم ما تيسّر من عنادك :

” تعبتُ من ترتيب هذا المنزل الخربْ
تعبت من أهلي …

أخي يمحو نخيلا بغُزاة
ويقصّ وردة العربْ
ينثرها في الريحْ
الدم في المجاري
والدمع عنقود غضبْ
تقتات منه الروحْ
تعبت…. لكنّ العناد صاحبي القديمْ
وها يدي تمتدّ رغم خوفها إلى الظلامْ
وتوقد الشموع في أركانه…”
حسنا ..، اطمئن عليك قلبي ..أنت اخترت هذه الطريق ..
وعليك أن تتّمها ……

شاهد أيضاً

يعطي بنته ويزيد عصيدة

جمعة بوكليب زايد ناقص لم يكن في حسباني، يوماً ما، أنني سأتحوّل إلى كاتب مقالة …