فاز الروائي اللبناني الفرنسي أمين معلوف بجائزة FIL للأدب في اللغات اللاتينية 2025، التي يمنحها معرض غوادالاخارا الدولي للكتاب بالمكسيك، وهي من أبرز الجوائز الأدبية المخصصة للأعمال المكتوبة باللغات المشتقة من اللاتينية، اعترافًا بما يقدمه معلوف من رؤية إنسانية عابرة للحدود ومشغولة بقضايا الهوية والذاكرة والتاريخ.
امتداد لمسيرة حافلة بالجوائز
يأتي هذا التتويج بعد سلسلة من الجوائز المرموقة التي حصدها معلوف عبر أربعة عقود، من بينها: جائزة غونكور الفرنسية (1993) عن رواية صخرة طانيوس، وجائزة أمير أستورياس للآداب (2010) كأرفع اعتراف إسباني بأدبه، وجائزة الشيخ زايد للكتاب (2016) عن فئة شخصية العام الثقافية، وجائزة الأدب من سفراء فرنسا الناطقين بالفرنسية (2021) عن كتابه غرق الحضارات.
وفي عام 2023، انتُخب أمينًا دائمًا للأكاديمية الفرنسية، ليصبح ثاني كاتب من أصل عربي يتبوأ هذا المنصب الرفيع، قبل أن ينال جائزة كاتالونيا الدولية (2024).
صوت إنساني يتجاوز الحدود
تميّز مشروع أمين معلوف الإبداعي بقدرته على المزج بين الذاكرة الشخصية والسرد التاريخي، حيث أعاد إحياء شخصيات وأحداث من الماضي ليعكس من خلالها أسئلة الحاضر حول المنفى، الهجرة، والهوية الثقافية.
ومن ليون الإفريقي إلى سمرقند وبساتين القرية الكبيرة وصولًا إلى أعماله الفكرية مثل اختلال العالم وغرق الحضارات، ظل معلوف وفيًا لرؤيته التي تبحث عن التلاقي بين الشرق والغرب، وعن بناء سردية إنسانية مشتركة.
حضور عالمي متجدد
فوز معلوف بجائزة FIL للأدب في اللغات اللاتينية 2025 لا يُعد تكريمًا لشخصه فقط، بل أيضًا تأكيدًا على قيمة الأدب كجسر للتواصل بين الثقافات. فمعرض غوادالاخارا الدولي، الذي يُعد من أبرز التظاهرات الثقافية في أمريكا اللاتينية، يضع عبر هذه الجائزة معلوف في صدارة الأصوات الأدبية التي ما زالت تطرح أسئلة معاصرة عن المصير الإنساني في زمن التحولات الكبرى.