تعرضت مدينة سبها ليلة الخامس عشر من سبتمبر لأمطار غزيرة غير مسبوقة بحسب بيانات الأرصاد الجوية، ما أدى إلى تداعيات كبيرة على المنازل والطرقات والبنية التحتية الضعيفة.
الأمطار الغزيرة أدت إلى حدوث فيضانات في بعض أحياء المدينة، ما أدى إلى إغلاق طرق رئيسية كطريق شارع جمال عبدالناصر وطريق إمحمد المقريف والطريق الدائري، وهي اهم طرق تربط المدينة وتسير عبرها الخدمات والتجارة
كما تسببت المياه في تضرر عدد من المنشآت العامة والخاصة، كمطار سبها الدولي الذي اعلن مديره في بيان مقتضب عن ايقاف الملاحة الجوية بسبب امتلاء صالات المطار بمياه الامطار، التي اجتاحت ساحات مركز سبها الطبي وتسببت في عرقلة حركة المرور منه وإليه، ما دفع متطوعي الهلال الأحمر ومركز طب الطوارئ لتسيير سيارات الإسعاف للمركز والمساعدة على نقل المصابين وتسهيل عبور العالقين على جوانب الطريق، في الوقت الذي اوضحت فيه الناطقة باسم مركز سبها الطبي حليمة الماهري بأن المركز سجل حالتي وفاة لشاب وسيدة، بسبب صعق كهربائي، واستقبل ايضا اكثر من 25 حالات اصابة في حوادث مختلفة.
تأثرت تفاصيل الحياة اليومية للسكان في سبها بشكل كبير، فقد اغلقت المحلات التجارية والأسواق في بعض المناطق بسبب تجمع المياه فيها الامر الذي أثر على الحياة اليومية والأنشطة الاقتصادية وحركة السوق المحلية، وتسبب في نقص بعض المواد الأساسية تزامنا مع اغلاق المخابز، في الوقت الذي سارعت فيه فرق الطوارئ والدفاع المدني لتقديم المساعدة للمتضررين في احياء الطيوري وال85 وحي المنشية، وإجلاء الأسر من المناطق المنكوبة وتقديم المساعدات الإنسانية للعائلات التي اضطرت للنزوح كما رفعت بلدية سبها حالة الطوارئ في المدينة لمواجهة الوضع.
وأطلقت بعض الجمعيات المدنية المحلية حملات لجمع التبرعات وتقديم المساعدات للمناطق الأكثر تضرراً.
يقول عضو هيئة التدريس بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة سبها محمد زيدان إن المدينة تحتاج إلى خطة إعادة تأهيل عاجلة تشمل إصلاح البنية التحتية وتعزيز نظام الصرف الصحي لمواجهة أي تقلبات جوية مستقبلية، كما أوصى برفع درجة الوعي لدى السكان حول كيفية التعامل مع الفيضانات والأمطار الغزيرة، وهو امر اكثر اهمية من برامج التنمية الحالية.
من جانبها تسعى السلطات المحلية والجمعيات الأهلية إلى تقديم الدعم الكامل للمدينة ومساعدتها على التعافي من هذه الأزمة في أسرع وقت ممكن، خاصة بعد توقف الامطار وجفاف العديد من النقاط التي كانت تعرقل الحركة المرورية، ولكنها مساعي تصطدم بنقص الإمكانيات وضعف البنى التحتية وتدني الخدمات الصحية الاساسية.