بوضوح
بقلم / عبدالرزاق الداهش
مع الأيام الأولى للحرب على طرابلس، كانت هناك حقيقة مهمة، أمام أطراف دولية فاعلة وهي الفاتورة الباهظة لعسكرة الحل في ليبيا.
وقبل انقضاء الثلاثة أشهر الأولى من هذه الحرب، ظهرت حقيقة أهم، لهذه الأطراف الدولية، وهي أن عسكرة الحل هي المشكلة في الأساس.
الأمم المتحدة وعبر بعثتها في ليبيا كانت تدير الحل السياسي، أو هكذا تصورنا أنها الحاضن للملف الليبي، ولكن مع أول طلقة، صارت المؤسسة الأممية خارج الخدمة.
وكانت الرسالة الأكثر وضوحا، هي مشهد فتح النار على العاصمة، قبل أن يفتح سكرتير الأمم المتحدة باب طائرته للمغادرة.
واتضح أن الملف الليبي ليس ملكية ليبية كما اتضح أيضا بأنه ليس ملكية الأمم المتحدة .
هذه المرة صار الكلام، عن حرب طويلة بلا نهاية، وعن نتائج كارثية لعدد الضحايا غير كمية الخسائر.
هذا المشهد الراهن يشي بحقيقة، أنه لا يهم من يموت من الليبيين، مادام لا أحد غيرهم يموت، ولا يهم ماذا يخسر الليبيون، مادام غيرهم لا يخسرون شيئا، حتى وإن كانوا لا يربحون شيئا.
وتبقى الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والحريات، ودولة الرفاهية، مفردات للتداول في العالم الغربي، وليست لشعوب الهامش، أو المهمشة.
فالمهم تأمين العالم الغربي من الهجرة غير النظامية، ومن الإرهاب، ومن الجريمة المنظمة، وحماية المصالح الغربية، أما غير ذلك ففخار ليبي يمكن أن يكسر بعضه، حتى آخر صحن.
اليوم عادت المنظمة الأممية لإدارة الملف الليبي، وعاد خطاب التطمين، ولكن وادي الدماء الذي لم يجف يكذب كل غطاسي هذه المنظمة، الذين يحملون انصاف مجاديف، وأنصاف عكاكيز.