منصة الصباح

أطلال التدريب الطبي التخصصي في ليبيا

أطلال التدريب الطبي التخصصي في ليبيا

مع قهوة الصباح:

بقلم: د . المهدي الخماس

الطبيب عادة يفتخر بشهادة تدريبه واجتيازه لإمتحانات البورد. كذلك المسؤؤل في ذلك البلد. الطبيب الليبي ليس إستثناء ولكنه غير محظوظ. الطبيب الليبي في السبعينات وأوائل الثمانينات تحصل على دراسة يفتخر بها. وسافر الى الخارج للتدريب والتخصص ورجع من رجع وبقى من إختار الغربة. وفي منتصف الثمانينات قفل باب التخصص بالخارج وضاقت الحلقات حول الطبيب الليبي الحديث التخرج وظن أنها لن تفرج. وفي منتصف التسعينات ولد من بين الصخور مجلس التخصصات الطبية وحاول جاهدا الإلتحاق بركب التدريب التخصصي العالي. بذل الأساتذة جهودهم وأثبت الطلبة مقدرتهم. كان المجلس مكلفا بالتدريب وبالإمتحانات. وكان المجلس هو الملاذ الوحيد للحصول على شهادة بورد ليبية التصميم والصنع.

ومع مرور الزمن وتطور التعليم الطبي وكثرة توالد كليات الطب أصبح دور المجلس في الإمتحانات متقطعا ودوره في التدريب شبه متوفي بدون شهادة وفاة. وأصبحت العين بصيرة واليد قصيرة. المجلس لم يتطور. تم فصل التدريب وانشاء مجلس عمادات التدريب للقيام بتلك المهمة وقامت القيامة ولم تقعد حتى هذه اللحظة. بدل التكاتف والتشاور في تطوير الشهادة وتحسين المخرجات تحول المسرح الى ميدان جدال وقتال وإقصاء. وتم إهمال مجلس التخصصات وإهمال مجلس التدريب وعدم الدعم المادي مما أدى الى الركود والتقهقر.

ووجد مجلس التخصصات العربي ضالته في الطبيب الليبي التائه في صحراء التعليم الطبي. وبدل من الإنتباه الى الخطر وتوحيد الجهود أصبح الجميع يلهث وراء هذه الشهادة الوهمية في أغلب الأحيان. وهمية لأنها لاتحتوي على برنامج تدريبي محكم ومراقب. الدولار ثم الدولار وتوقيعات الأساتذة ثم الإمتحان هي العوامل المؤدية الى الشهادة. أصبحت الوزارة والأساتذة والأطباء يفتخرون علنا بشهادة هذا المجلس وضاعت هوية الشهادة الليبية.

إخوتي الأعزاء من الضروري الإنتباه الى مجلس التخصصات والى مجلس التدريب. ومن الضروري الإنتباة الى شهادة البورد الليبية وإدخال التحسينات الضرورية لإثبات هويتها وجدارتها في تخريج نوعية الطبيب الأخصائي الذي يحفظ كرامة المريض الليبي ويبعد شر المرض عنه. شهادة البورد الليبية تحتاج مجلس التخصصات ومجلس التدريب وتحتاج مبادئ البحث الطبي ومبادئ الإحصاء والإدارة والتكنولوجيا. وتحتاج الى دراسة وتطبيق أخلاق المهن الطبية ولو على راس الكاشيك.

المجهودات موجودة والجميع يدعوا الله أن تستيقظ وزارة التعليم العالي ووزارة الصحة لأنهما أصحاب القرار. أن يستيقظوا وينتبهوا الى مخرجات التوصيات الأخيرة والإجتماع بأصحاب الشأن بدل الاجتماع بمجلس شهادة الدولار والتي لاتسوى الورقة المكتوبة عليها. أضاف الله عليكم الصحة وطول العمر وعدم الحاجة لخدماتنا نحن الأطباء. ودمتم بخير

شاهد أيضاً

نَظْرَةٌ نَاقِدَةٌ لِلْعَمَالَةِ الْوَافِدَةِ

باختصار الدكتور علي عاشور أصبح (كوبري العمال) و(جزيرة العمال) من المعالم المعروفة عند الليبيين وساكني …