منصة الصباح

أطراف غابة الإله ؟!

بقلم / فوزي البشتي

«اطراف غابة الإله» «رواية للكاتب السنغالي» سمبين عثمان عثمان ترتكز على موضوع شديد الزاء، هو اضراب عمال سود افريقيين في ادارة مصلحة السكك الحديدية وهي شركة تصل السودان بالسنغال، ولاشك المظهر الاساسي لرواية.. «اطراف غابة الإله» هو وظيفتها الاجتماعية التاريخية، اما بالنسبة لتعبيرها الاسلوبي فهو لايتجاوز مجال البساطة الواضحة التي لاتخفي التعبير عن داخليتها الاجتماعية وظرفها التاريخي تعرضه وننقده بدقة، بلغة بسيطة وواضحة تنمي الى هذا الوسط من الفقراء وتبرز هذه التقنية دورها في الاتصال المباشر بالشعب بموضوعية، حيث تحلل الوضع بعلاقة البنية الاجتماعية باطارها العام وهكذا اظهر وصف حياة التجمعات السكانية الصراع الموجود بين الاجيال باستعمال الجملة القصيرة للصورة المحددة، والتفكير الناضج حين تصغى العجوز » نياكورو» والدة « باكايوكو » باذن شاردة الى ثرثرة النسوة وتنكر انه في عصرها لم يكن الشباب يقومون بشن دون نصيحة الاخوة البكر، والآن سيمضون وحدهم ليقرروا اضرابا. وتصف مناقشة العمال في النقابة باسلوب بسيط ومترابط، سياسة الاضطهاد والاستغلال التي يمارسها المستعمر، ويعرض « تياكومو» لمفهوم العنصرية مرتكزاً على اساس اقتصادي بدون مغالاة موجها كلامه للعمال : » اننا نحن الذين نضع لقمة العيش، وهي نفسها التي يصنعها الابيض، اذن لماذا يعتني بهم ولماذا نحن وعائلاتنا لنا الحق في ان نموت ؟ لماذا لهم حق الكسب اكثر منا ؟ الا نهم بيض ؟
الآله التي نديرها. الآلة هي تقول الحقيقة فهي لاتعرف رجلا ابيض او رجلا اسود.. اذا كنا نريد العيش بكرامة يجب ان نناضل » ان هذا التنوع في الاسلوب الذي ينتقل من عبارة نياكورو، الخانقة والاستنهامية التي تصفصراع الاجيال المختلفة في اساليبها في التفكير الى الجملة الفضلة الواضحة والمخلصة عند » نياموكو» التي تشرح الموقف وتلزم العمال بالنضال من اجل حقوقهم الى الصمت العميق الذي تقطعه التنهدات والاغاني وهذا التنوع يساهم في اعطاء لوحة مكثفة.ويتم اسلوب سمبين عثمان » عن فكر رزين وعن موقف مدروس مموضوعيا كذلك عن حساسية شديدة تريد ان تكون حرة وانسانية تماما ويظهر هذا الجانب في الاسطر الاخيرة لروايته، حيث تعرض « ميمونا » العمياء الموقف كلب باغنية مؤثرة.
خلال شموس وشموس تستمر المعركة موكومبا، دون حقد كان يطعن اعداءه.
كان مغطي بالدماء تماما ولكن لكم هو سعيد ذلك الذي يقاتل دون حقد.

شاهد أيضاً

يعطي بنته ويزيد عصيدة

جمعة بوكليب زايد ناقص لم يكن في حسباني، يوماً ما، أنني سأتحوّل إلى كاتب مقالة …