منصة الصباح

أطرابلس عروس القمر

أطرابلس عروس القمر

عبد الرزاق الداهش

“خوذوا المناصب والمكاسب لكن خلولي الوطن”.

هكذا يردد الفنان التونسي لطفي ابوشناق، مقطعه الأكثر إثارة، في اغنيته الأكثر تأثيرا، دون أي تورط في الشعبوية.

وكم كان المشهد عاصفا، ومتداخلا، حين ازدحم فيه، ما هو احتجاجي، بما هو وجداني، في حظرة الوجع، والدموع.

هل الوطن هو الذي نعيش فيه، أم هو الذي يعيش فينا، ام هما الاثنين معا؟ وماذا عن المواطنة.

ربما هناك الكثير من الاسئلة تغيب مع فائض عاطفي لا سقف، ولا ضفاف له.

ابوشناق اثث مساءات طرابلس، أو ليالي المدينة بسهرة معمدة بحب الناس للفن الملتزم.

وعندما نتكلم عن ليالي المدينة، من سؤال: أين تذهب هذا المساء.

مهرجان ثقافي وفني وترفيهي جلست فيه الأصالة والحداثة على طاولة واحدة، يشربان القهوة العربية، والعصائر الباردة.

لا بداية بالموشحات في قوس ماركوس، ولا نهاية بالكتاب في ساحة السيدة مريم، كان كل شيء في المدينة القديمة جميلا.

وكانت فضاءات للعائلة، والطفل، والمثقف لادارة اطيب المساءات، في صيف طرابلسي لا يفوت.

كان الزحام كبيرا، وكان ذلك افضل استفتاء يعبر على انحياز الناس للحياة والفرح، والجمال، وعلى قول ابوشناق:

“يشهد الله و الزمن ..انا حلمى كلمة و حدة.. ان اظل عندى و طن لا حروب و لا خراب لا مصايب لا محن”.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …