استهلت أسعار النفط العالمية تعاملات اليوم الأربعاء بتراجع هامشي، في خطوة فُسرت على أنها عملية “جني أرباح” طبيعية بعد الارتفاعات القوية التي سجلتها الأسعار في الجلسة السابقة، والتي دفعت خام برنت القياسي للتداول فوق مستوى 65 دولارًا. وعلى الرغم من هذا التراجع الطفيف، يظل المزاج العام في السوق يميل إلى التفاؤل، مدعوماً بشكل أساسي بتداعيات إعلان إنهاء الإغلاق الحكومي الأميركي الأطول في التاريخ.
ويترقب السوق بحذر تأثير هذه الأنباء على تعافي الطلب على الطاقة في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم. هذا الترقب الإيجابي يعكس توقعات بأن يؤدي استئناف العمل الحكومي إلى تعزيز ثقة المستهلكين في أمريكا، ما ينعكس بشكل إيجابي ومباشر على النشاط الاقتصادي وزيادة الطلب على النفط ومشتقاته خلال الأسابيع المقبلة.
ثبات الأسعار رغم الانخفاض الصباحي
أظهرت حركة الأسعار الصباحية تبايناً محدوداً، حيث سجلت العقود الآجلة انخفاضات طفيفة، فبحلول الساعة 06:30 صباحا بتوقيت غرينتش، تراجع سعر خام برنت للعقود الآجلة تسليم يناير 2026 بمقدار 8 سنتات، أي ما يعادل 0.12%، ليستقر عند 65.08 دولارًا للبرميل.
كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط (WTI)، تسليم ديسمبر 2025، بمقدار 7 سنتات (0.11%)، ليبلغ 60.97 دولارًا للبرميل.
ومع ذلك، فإن هذا الهبوط المحدود لا يلغي حقيقة أن العقود الآجلة ما تزال تسجل مكاسب أسبوعية واضحة، ما يؤكد الدعم القوي الذي تتلقاه الأسعار من التوقعات الإيجابية لتحسُّن الطلب الأميركي.
تضافر العوامل الاقتصادية والجيوسياسية
يرى المحللون أن ثبات خام برنت فوق مستوى 65 دولارًا يشير إلى تحسُّن نسبي في المعنويات، بعد أسابيع من التقلبات. وتتركز عوامل التفاؤل، التي تمنع الأسعار من التراجع الكبير، على محاور متعددة:
انتعاش الطلب الأمريكي
يتوقع المحللون أن يدعم إنهاء الإغلاق الحكومي تعزيز الطلب المحلي على الطاقة، خصوصًا في قطاعات النقل والسفر والطيران التي عانت من تعطيل آلاف الرحلات وتراجع استهلاك الوقود. هذا إلى جانب توقعات الخبير الاقتصادي توني سيكامور بأن إعادة فتح الحكومة ستدعم ثقة المستهلكين والإنفاق العام، ما قد ينعكس على زيادة نشاط المصانع واستهلاك النفط.
التأثير الموسمي وعطلات نهاية العام
من شأن هذه التطورات أن ترفع من مستويات الطلب الموسمي المعتادة مع اقتراب عطلات نهاية العام كما ان تأثير العقوبات الروسية على الإمدادات تضاف إلى مشهد التداعيات المحتملة للعقوبات الأميركية الجديدة التي استهدفت شركتي “لوك أويل” و”روسنفط” الروسيتين. وقد بدأت آثار هذه العقوبات تظهر بالفعل على مصافي التكرير الصينية، ويتوقع المحللون أن يؤدي هذا إلى خفض الإمدادات الروسية، مما يفرض ضغطاً صعودياً على الأسعار العالمية على المدى القصير.
وفي ضوء تضافر هذه العوامل، يرجح أن تظل أسعار النفط من خام برنت محافظة على مكاسبها وثباتها فوق مستوى 65 دولارًا للبرميل خلال الأيام المقبلة، ما لم تظهر مؤشرات مفاجئة وكبيرة على تباطؤ حاد في الطلب العالمي
منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية