فتحت الملف : عبير اليسيري
معقد وشائك ما يعانيه المجال الفني بليبيا .. وما سألنا عنه في هذا المفتتح هو الركود وأسبابه .. ما الذي أدى لهذا ؟ كيف نخرج من هذا المأزق ؟ وجهنا السؤال لكذا معني من الفنانين من أطياف هذا المجال كافة … هذا السؤال خطوة من ألف خطوة لكن كان يجب أن يثار ويجب أن نبدأه وهذه حوصلة لأول الإجابات.
الفنان خالد الزوي
لا شك أن ما يجري في بلادنا من تقلبات وصراعات أمنية وسياسية لها تأثير مباشر على الحركة الفنية وعزوف أغلب الفنانين على الإنتاج والإبداع وممارسة مهنتهم الفنية يعود لعدم وجود المناخ المناسب والأماكن المناسبة لإقامة الحفلات من مسارح وقاعات وقنوات فضائية متخصصة أسوة بما نراه الآن من تطور واضح في الأغنية العربية والعالمية … إلا القليل النادر الذي لا يذكر من مجهودات شخصية وفردية من بعض الفنانين والمنتجين ولكنها تبقى مجهودات بسيطة.
لكي يكون هناك حراك وزخم فني يجب الاهتمام بالبنية التحتية للفن .. من مسارح وقاعات للحفلات وأستوديوهات للتسجيل وقنوات فضائية متخصصة . والاهتمام بالمعاهد وعودة المهرجانات المدرسية والفنية والموسيقية .. وهذا لكه لن يتأتى إلا بالاستقرار الأمني والسياسي …
الفنان التشكيلي عبد الله سعيد
وعن العمل التشكيلي قال في الأساس الدولة ليس لها أي علاقة مباشرة بالنشاط الفني ومشاركتها تكون عادة إضافة ومكملة للعمل الفني .. المشكلة عندنا في ليبيا المتلقي وتسويق واقتناء الأعمال التشكيلية وهذا يحتاج للارتقاء بالذوق العام , والذي سيؤدي ارتقائه طبيعياً لتوسعة كبيرة للأنشطة التشكيلية…
أيضاً يوجد مشكلة في وجودة الرعاة من قطاعات خاصة للمعارض والأنشطة النفية , فوجودهم يضمن وجود العائدات المادية .. طبعاً أنا حكيت عن الفن التشكيلي فقط بحكم لأنني منه.
وبالنسبة لوضع الدولة له أثر كبير في المشاركات والملتقيات الخارجية بسبب الوضع السياسي المتخبط . وعن نفسي من 2015 إلى الآن وجهت لي دعوات من 8 ملتقيات في دول عدة لم أشارك فيها بسبب رفض دخول الليبيين أو صعوبة التأشيرة ..
الفنان مراد اسكندر
أولاً الفن يحتاج لاستقرار أمني وسياسي , وهذا أمر طبيعي.
ثانياً عدم وجود شركات إنتاج ومنتجين وهذا بالتأكيد سيكون له نتائج سلبية وهذا واحد من الأسباب التي مازلنا نعاني منها إلى الآن.
الفنان سالم عيسى ..
سبب ركود الفن الليبي والاختفاء شبه التام للفنان الليبي عن الساحة الفنية ليس لها سبب واحد بل عدة أسباب .. وهذا الركود في الحقيقة نجده في مختلف مجالات الفن والإبداع سواء كان في الموسيقى أو الدراما أو الشعر أو فن التشكيل , بل أيضاً حتى الفنون الشعبية.
وعن مجالي بالعمل الدرامي فأهم أسباب ركوده هو ابتعاد الفنان عن تواجده بالساحة الفنية وابتعاده هذا يعود إلى عدة أسباب أهمها عدم وجودة النص الذي يستطيع الفنان من خلاله تقديم أعمال فنية ملتزمة خالية من الاسفاف تتمشى مع ديننا ومجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا , وهذا راجع لعدم وجود كتاب متخصصين في كتابة مثل هذه الأعمال وفي السيناريو , والسبب المهم الثاني هو عدم وجود المنتج الذي يقوم بإنتاج وتمويل مثل هذه الأعمال.
في السابق كانت الدولة هي من تقوم بإنتاج وتمويل الأعمال الدرامية وخاصة ماينتج منها في موسم شهر رمضان , وكذلك افتقارنا للقنوات المرئية التي تتبنى مثل هذه الأعمال.
علي حفيظ الصويعي ممثل ومنتج ..
سبب غياب الفنان هو تقليد المسؤولية لغير أهلها , وإقصاء الفنانين الحقيقيين ودخول المغامرين على المجال الفني.
ثم إن هناك عقود إنتاج يتم توقيعها ولكن بدون ضمان للدفع وهذا يمنع الفنانين من إنتاج أي عمل فني وهناك نقطة أخيرة وهي غياب النصوص لأن أي نص سوف يرتبط بتيار سياسي يخالف التيارات الأخرى ولذلك الكاتب يكون في حيرة بخصوص ماذا يكتب ؟ وخاصة عندما يكون قلمه حر ويريد الحقيقة فقد يكتب مالا ينشر وأحياناً يعرضه للملاحقة وحتى للاغتيال وبهذا لا يمكن أن يجد الكاتب مناخاً جيداً للكتابة في غياب الدولة المستقرة.
حمزة الحاسي ممثل ومخرج وكاتب ..
السبب في غياب الفنان هو قلة الإمكانيات وضعف السيناريو وغياب النصوص الجيدة أو قلتها . أيضاً الحرب الدائرة داخل الوسط الفني وإقصاء بعض الفنانين الشباب وعدم منحهم الفرص وعدم وجود ورش فنية وأناس متخصصة لصنع الممثل والرقي بالفن الليبي .. باختصار الفن الليبي موسمي وليس فناً دائماً…
الفنان أيوب الغرياني ..
الأسباب عديدة أولها الإنتاج النفي عندما يتحول لصناعة يفتح آفاقاً ويكون مصدر دخل اقتصادي وثقافي بس عندنا أهم سبب عندنا هو كمية الأحقاد والدخلاء على المجال والوسط الفني الليبي مليء بسلبيات رهيبة .. الفن والإبداع محتاج لقلوب سمحة ونوايا طيبة والاعتراف بالجماليات .. والوسط الفني والإبداعي الليبي دمرته الأحقاد والكره بالدرجة الأولى.
الفنان هيثم درباش ممثل ومخرج
أسباب الركود الفني في ليبيا يرجع إلى أسباب اقتصادية ومادية وعدم إعطاء الفنان حقه ليقدم الأفضل , وليظل على تواصل مع جمهوره ..
وأيضاً الاستقرار الأمني والسياسي بالرغم أن في تجارب في أغلب المجالات.
وأيضاً التقصير الإعلامي في تغطية أغلب المناشط الفنية المتواضعة يجعل الركود الفني مستمراً .. ويظهر وكأن الفنان غير موجود رغم تقديمه لعدة أعمال متواصلة.
الممثل والمخرج علي القديري
كم هو صعب في بلادنا وفي وقتنا الحالي أن تصنع دراما حقيقية في ليبيا وبهويّة ليبية حقيقية.