د ابوالقاسم عمر صميدة
تسبب اعتماد الناس على الانتر نت او ” الفضاء السيبراني ” فى مختلف الانشطه والاعمال والخدمات والتواصل ، تسبب فى ظهور منطقة تفاعل جديدة بين الناس والدول ، وهى الفضاء الألكترونى ، وهو ما انتج مجال جديد للأخطار والمشاكل، وهو ما تصدت له بعض الدول بإنشاء مراكز سيطرة وبناء استراتيجيات وخطط لمواجهة المخاطر المحتملة على الصعيد الامنى والسياسى والاقتصادى والثقافى والفردى للمجتمع ، فقد تسبب الاندفاع الهائل نحو الاستخدام المُفرط للانتر نت ووسائط التواصل الاجتماعى فى تشكيل مفهوم جديد للأمن والسلام الاجتماعى ، وذلك نتيجة لقدرة وسهولة ممارسة الاعمال العدائية ونشر الاخبار المغرضة وتسريب المعلومات الصحيحة والخاطئة وبث الاشاعات وتهديد الآخرين وابتزازهم والاحتيال والتنمر ، وغير ذلك ، وهو ما انتج مفهوم ” القوة الالكترونية الخفية ” وهى مجموعة الوسائل المنظورة وغير المنظورة للافراد والجماعات والدول والتى تستخدم فى فعل مؤثر فى سلوك الآخرين والتأثير عليهم ، وبسبب ارتباط التكنولوجيا بالقطاعات الخدمية والمعلوماتية والرقمية والتعليمية والبنكية وغيرها فقد اصبح الفضاء يشكل تهديد حقيقى لكل مؤسسات الدول ، ويستطيع شخص واحد فقط يملك مهارة الاختراق والتسلل ان يعبث بقطاعات كاملة ، او ان يقوم بتدمير المعلومات المُخزّنه داخل خوادم القطاعات او المؤسسات وحتى الافراد ، ويسبب شلل فى منظومات القطاعات رغم وسائل الحماية الالكترونية ، وتنقسم التهديدات السيبرانية الى عدة أنماط منها: التجسس الصناعى ، وتخريب مواقع الخدمات ، وتدمير البيانات ، ومنها الابتزاز وتحقيق مكاسب ماليه ، والاحتيال والتصّيد ، والتهريب والاتجار فى الممنوعات ، والبريد العشوائى ، وسرقة الكروت والارصده وارسال البرامج الضارة والفيروسات ، وتهديد السلام والامن الاجتماعى عبر نشر وفبركة الاخبار الكاذبة والتى تدعوا للتظاهر وخروج الناس ، وهو ما ينتج عنه الاضطرابات والمواجهات بين الفرقاء ، ويشكل تهديدا للدول واستقرارها ، لكل هذا وغيره يجب على المؤسسات التى انيط بها تقديم الخدمات السيبرانية ان تتبنى خطط لمواجهة هذه الخروقات ، وان تتعاطى مع الخطر بجدية وصرامة ، عن طريق تحديث وتطوير قدراتها وبنيتها المعرفية ، وبناء انماط تقنية حديثة يمكنها التصدى لأى خروقات تعبث بأسرار وخصوصيات المؤسسات والافراد ، فالأمن الرقمى وتأمين المعلومات ونظمها اصبحت امور مهمة ، خصوصاً وانه لا رجعه للقفل والمنع والانغلاق ، فالفضاء اصبحت كل ابوابه مشرعه ومتاحة للجميع ، لكن الحذر واجب لدرء الاخطار ..