منصة الصباح

أحمد البخاري: الكتابة في التاريخ مغامرة تستحق التجريب 

 

خلود الفلاح

أحمد البخاري روائي ليبي، لا يؤمن بوجود قارئ مثالي، إنما لكل إنسان تجربته الخاصة مع القراءة. صدر له حديثا سلسلة “سيرة النور والظلام” عن دار الفرجاني للنشر. 

هذه السلسلة المكونة من (16) جزء صدر منها حتى الآن أربعة أجزاء هي: المتمرد، والغريب، والاسطرلابيات، والنظير.

 

سيرة النور والظلام لـ أحمد البخاري

وهي روائية تاريخية ملحمية، تدور أحداثها في العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، متتبعة قصص وحكايات أبرز علماء وشخصيات تلك الحقبة الذهبية.

وأفاد أحمد البخاري، أن هذه السلسلة، بمثابة إعادة اكتشاف صفحات تاريخنا المضيء، والنهل منه، وتقديم سردياتنا وقصصنا من قلب تاريخنا، وإعادة إنتاجه بشكل أكثر جاذبية وتشويقاً. كان من المهم أن نقول إننا كنا في زمن ما في مركز الأحداث لا في هامشها، برموز وشخصيات أسهمت في تقدم الحضارة الإنسانية جمعاء.

وأضاف: “إن العديد من الكتاب قد تناولوا في أعمال روائية وأدبية شخصيات مثل ابن سينا، البيروني، ابن الهيثم، وابن رشد، من أمثال جورجي زيدان، وسليمان فياض، ويوسف زيدان، وغيرهم، لكني أزعم أنها المرة الأولى التي تتناول فيها هذه الشخصيات بقالب مغامراتي غامض مليء بالألغاز والتشويق، بأجواء أقرب لعوالم أجاثا كريستي ودان براون. إنها مغامرة لليافعين والكبار من مختلف الأعمار”.

صدر له عدة روايات هي: كاشان والخضر.

الحوار

ـ من أين جاءت فكرة سلسلة ” سيرة النور والظلام”، وما الذي أغراك للكتابة في التاريخ؟

ـ صاحب فكرة سلسلة سيرة النور والظلام هو الناشر الأستاذ غسان الفرجاني، حيث كانت فكرته هي كتابة سلسلة بوليسية وألغاز يكون أبطالها علماء الحضارة الإسلامية، وموجهة لفئة اليافعين، أتصل بي وعرض عليّ إن كان بإمكاني كتابة وتطوير فكرة مثل هذه، بالطبع تحمست للفكرة، وبدأت في تطويرها، عرضت على الأستاذ غسان فكرة العالم الممتد universal على غرار أبطال مارفيل ودي سي، وعملية خلق عالم كامل يربط كل هذه الشخصيات مع سر أحجية يبحثون عنه، عرضت الفكرة على الأستاذ غسان وتحمّس جداً، وهكذا بدأت في خلق عالم سيرة النور والظلام والتصوّر الذي سيمضي به هذا العالم من البداية حتى النهاية.

إن الكتابة في التاريخ دائماً مغرية، ليس لأن التاريخ يكرر نفسه كما في نظرية العود الأبدي لنيتشه، ولكن لأنه برواية التاريخ نحن نروي أيضاً الحاضر والمستقبل، أيضاً علينا تقديم رؤيتنا الخاصة للتاريخ، لأنه من وجهة نظري لا يوجد تاريخ حقيقي، بل يوجد روايات مختلفة للتاريخ، وإن لم تحكي رؤيتك الخاصة لتاريخك، سيرويه عنك الآخرون.

ـ ابن سينا، البيروني، ابن الهيثم، ابن رشد، تناولت سيرتهم عدة مؤلفات، ما الجديد الذي ستقدمه؟

ـ الجديد هو القالب الذي سيتم رواية هذه الشخصيات به، لأول مرة سيتم تقديم معظم هذه الشخصيات في سن مبكر، وسيتم تقديمهم في قالب مغامراتي مليء بالتشويق والغموض والإثارة، سيكونون أشبه بأبطال القصص المصورة، في الحركة والأكشن، مع الحفاظ بالطبع على ذكاءهم وخلفياتهم العلمية، هذا الشكل الجديد أزعم أنه لم يقدم من قبل.

ـ السلسلة موجهة لليافعين، هل إنسان اليوم، برأيك مستعد لقراءة ما حدث في الأزمنة الماضية؟

ـ نعم مستعد، متى تم تقديم العمل بالطريقة المناسبة، التي تناسب رتم العصر وتحدياته، اليافعين اليوم مثلاً يلعبون ألعاب إلكترونية يمضون داخلها ساعات طويلة، بعض هذه الألعاب معتمدة على القصة، لذا توجد قصة تدور داخل اللعبة وهم يستمعون بقراءة والاستماع لما يدور داخل القصة، الأمر يحتاج لبعض الجهد من الكاتب لكي يستطيع جذب انتباه قارئ اليوم، ومتى تورط الإنسان في القصة فلن يتركها.

لا أجد فرق بين القراءة لأزمنة ماضية أو لاحقية أو حالية، متى كانت القصة مشوقة، ومثيرة للاهتمام فستشد القارئ، فالحكي يظل هو الحكي. عبر كل الأزمنة.

ـ ما الذي يطمح إليه أحمد البخاري من مشروع الكتابة بشكل عام؟

ـ متعة القارئ وقضاء ساعات جميلة من الكتاب هو هدف أسمى لي، ثم بعد ذلك تزويد القارئ بالمعرفة بوجهات نظر مختلفة، فعل قراءة الرواية في حد ذاته في جوهره هو الاستماع إلى الآخر، الاطلاع على وجهة نظره، والتعاطف معه. متى حدث ذلك فهي نقطة جوهرية في تغير نفسية الإنسان وقفزة هائلة لفكره. النظر للأمر بزوايا مختلفة.. ومن ثم سيولد رغما عنك التفكير.

ـ هل للكتابة اليوم في عالم التكنولوجيا تأثيرها الكبير؟

ـ لا شك، وأنا أعلم أن القراءة تشهد منافسة كبيرة من وسائط ميديا متعددة، ولكن في كل هذه الوسائط تظل الكتابة هي الفعل الأولي لكل شيء، للسينما والمسرح والبودكاست وحتى محتوى السوشيال ميديا، وأنا أراهن أن الكتاب أيضاً يستطيع المنافسة، فقط تحتاج الصناعة لبعض التطوير، وأنا أرى هناك بوادر تطوير، مثلاً الكتاب المسموع أصبح أكثر رواجاً الآن وهناك سوق كبيرة له، وأصبح يحتل مساحات أكبر كل يوم، وهكذا.

ـ من هو القارئ المثالي بالنسبة لك؟

ـ لسنا بحاجة لأن نكون مثاليين، القراءة تجربة شخصية ورحلة، كل قارئ له رحلته وتجربته الخاصة به، التي أقدرها وأحترمها.

شاهد أيضاً

بحث حلحلة التفويضات المالية لأصحاب قرارات الايفاد المتوقفة منذ 10 سنوات

بحث رئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك، سُبل حلحلة ملف التفويضات المالية لأصحاب قرارات الايفاد المتوقفة …