منصة الصباح

المصالحة الوطنية وأزمة الثقة

أحلام محمد الكميشي

تم الإعلان بمدينة (أديس أبابا) عن توقيع ميثاق السلام والمصالحة الوطنية في ليبيا برعاية منظمة الاتحاد الأفريقي دون أن نعرف بنود الميثاق والأطراف الموقعة، أو مَن يصالح مَن؟ وكيف؟

تبدو (المصالحة الوطنية) كجملة فضفاضة يفهمها كل وفق تفكيره ودوره ومركزه ومصالحه، ويمكن لمن يشاء استغلالها شعارًا لمرحلة أو فرصة للتواجد على الساحة، ناهيك عن التسويق لها كطريق للحل السياسي ما حوّلها لسبب لخلافات جديدة بادعاء كل الأطراف السياسية أو المشاركة في المشهد السياسي بأحقيتها في تبني هذا الملف والعمل فيه دون غيرها، ولم يقدم أي منهم آلية موضوعية بإطار زمني واضح يستحضر قيم الاعتراف والاستسلام للعدالة والاقتصاص من الجناة والاعتذار وجبر الضرر وعدم تحميل خزينة المجتمع ككل نتائج الأخطاء الفردية، ولم نعرف هل المقصود هو مصالحة نظام سياسي على نظام معارض أم استيعاب للكل في شكل سياسي قوامه المغالبة والمحاصصة على حساب الكفاءة والنزاهة أم علاج جذري للمشاكل التي جذّرت الانقسام الأهلي والمجتمعي والإقصاء وعمّقت تغول القبيلة وجعلتها الجدار الحامي والملجأ الذي يعيق التشريع والتنفيذ وحتى عمل القضاء والرقابة؟

وفيما يشهد العالم صراعات متزامنة بين عقلية الاستعمار القديمة والحديثة وبين مراكز القوى المسيطرة عليه منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وتلك الآخذة في التحرر من هذا والربط مع ذاك، نيران مشتعلة في كل قارة، وعروض لشراء غرينلاند وقناة بنما وحتى غزة أو كاليفورنيا، أنظمة تتهاوى وأخرى تنتصب وسط تصفيق الجموع اللاهثة وراء لقمة العيش وبعض الأمن حتى ان كان هشًا يصنعه أرباب السلاح ومافيات السلطة، نعيش في ليبيا خلطًا للمفاهيم يربك المبادرات ويفرغها من مضمونها لتبدو كعلكة تمضغ الوقت وتلوكنا معه في طريقها لابتلاع كل شيء.

نحن محتاجون قبل بحث المصالحة إلى ترميم العلاقات وتسوية أزمة الثقة التي نعاني منها بين الشعب والحكومة وبين التابع والمتبوع وبين المواطن والدولة وبين الرئيس والمرؤوس وبين الأعزل والمسلح وبين شارعين في ذات المدينة وبين نادي رياضي وآخر وبين كل الأطراف المتداخلة في المشهد السياسي والاقتصادي الليبي محليًا ودوليًا والأهم بين البلدين

شاهد أيضاً

الطرابلسي يبحث إعادة تشغيل منفذ الدبداب البري مع الجزائر

الصباح بحث وزير الداخلية المكلّف لواء عماد مصطفى الطرابلسي مع نظيره الجزائري، إبراهيم مراد، إعادة …