منصة الصباح

الرحلة 1103.. والحقيقة الغائبة

تحل اليوم الذكرى الثانية والثلاثون لمأساة طائرة الخطوط الجوية الليبية من طراز بوينغ 727 في رحلتها الداخلية بين بنغازي وطرابلس رقم 1103، حيث سقطت قرب منطقة سيدي السايح، على مشارف مطار طرابلس العالمي، في حادث مروع مازال أحد ألغاز تاريخ الطيران الليبي منذ 22 ديسمبر 1992م.

أسفرت الحادثة عن مقتل جميع الركاب وعددهم 157 شخصًا، مع طاقمها، واختلطت أشلاؤهم بالأمتعة وحطام الطائرة، لكن تزامن هذه الحادثة مع سقوط طائرة عسكرية نوع ميغ 23 بالقرب منها ونجاة طاقمها أثار الشكوك والتساؤلات التي بلغت ذروتها بعد نحو 16 يوم بسبب مقتل وزير الداخلية الليبي “إبراهيم بكار” بعد مشاركته في مؤتمر وزراء الداخلية العرب بتونس وخلال عودته منها برًا في حادثة غامضة أثيرت تكهنات أنها مدبرة، وهناك من ربطها بمأساة الطائرة الليبية وأسرار كارثتها.

لكل راكب وفرد في الطاقم قصة انتهت يومها تاركة ظلالها على عائلاتهم، منهم من كان يخطط للغد بروح متفائلة ومن يستعد لخطوة جديدة متميزة في حياته، بعضهم ينتظره أولاده بشوق والبعض ينتظر أن تطأ قدماه أرض المطار كي يهرع لأحضان أمه وأبيه، ربما البعض يحمل هدايا أو دواء لصديق أو قريب، قد يكون ضمنهم أطفال يربيهم الأبوين (كل شبر بنذر)، حكايات شتى هبط بها صندوق طائر من ارتفاع شاهق ليدفنها مع أصحابها في التراب تاركًا جرحًا مع فيض من الحيرة والشك والدموع في قلوب الذين كانوا على الأرض يترقبون وصول الأحبة.

وقعت الحادثة خلال فترة الحصار الدولي على ليبيا نتيجة الاتهامات الموجهة للنظام الليبي في قضية تفجير طائرة لوكربي، ما دفع النظام لتفسير الحادثة وفق أبعاد سياسية وأمنية تتعلق بتداعيات الحصار وما تعرض له قطاع الطيران الليبي من مشاكل في توفر قطع الغيار للطائرات والتجهيزات الفنية والتقنية اللازمة للمراقبة الجوية بالمطارات الليبية، رغم أن قرار مجلس الأمن رقم 748 بفرض الحصار كان قبل الحادثة بنحو 9 شهور فقط ما يعني أن المدة قصيرة لاستهلاك المخزون إضافة لتوفر متطلبات الطيران الليبي عبر السوق السوداء.

ولم تكشف التحقيقات أن الطاقم أرسل استغاثة بسبب عطل أو مشكلة ما يتعرض لها وهو يحاول الهبوط من ارتفاع 3000 قدم، وحدث كل شيء فجأة وهذا يزيد الأمر تعقيدًا ويوسع المجال لفرضية المؤامرة، خاصة أنه بالرغم من مساعي المحققين والصحافة والإعلام طوال السنوات إلا أن تقريرًا رسميًا يعلن الحقيقة مازال طي الكتمان.

واليوم وبعد مرور أكثر من 3 عقود على الحادثة وتغير الظروف السياسية والأمنية في ليبيا، يجب تكثيف الجهود بحثًا عن الحقيقة الغائبة وأن تظهر للعلن تقارير الطيران المدني وشركة الخطوط الجوية الليبية وتقارير وزارتي المواصلات والداخلية وتقارير شركة التأمين التي تم تأمين الطائرة لديها وتقارير كل من مطار بنينا الدولي ومطار طرابلس العالمي وتقارير الطيران العسكري، ونتائج تحقيقات النيابة العامة، فقد تغيب الحقيقة زمنًا لكنها لابد أن تظهر يومًا.

أحلام محمد الكميشي

شاهد أيضاً

مشاركة ليبية مرتقبة: هل يبقى اللقب العربي في الخزانة الليبية للمرة الثانية توالياً؟

كتب/ أحمد ابوعجيلة   يتأهب ناديا السويحلي والهلال للكرة الطائرة للمشاركة في النسخة الثالثة والأربعين …