منصة الصباح

مشاهد ساخرة من حياتنا المصرفية

أحلام الكميشي

ليست فقط طوابير أصحاب الحسابات الجارية أمامها ما يترجم الهوة العميقة بين المصرف والدكان، ثمة مشاهد حقيقية تعيسة أخرى يعاني منها عديد عملاء المصارف في بلادنا، حيث يتوجب على المواطن إحضار عدة مستندات لفتح الحساب ويقوم يدويًا بتعبئة نموذج يضمنه أدق المعلومات عنه، فيما يجلس أكثر من موظف على أجهزة الكمبيوتر في مظهر يشبه الرقمية ويظل الحضور الطاغي للأوراق والبيروقراطية العنيدة.

يوقع المواطن عقدًا بينه وبين المصرف، ولا يحصل على صورة من العقد الذي تخرق مصارفنا منذ سنوات أول بنوده والمتعلق بكون الأموال في الحساب الجاري قرض حسن يسترجعه العميل متى شاء، وتحدد بعض المصارف يومين أسبوعيًا لفتح الحساب وتعبئة طلب الحصول على بطاقة مصرفية ودفتر الصكوك، ويجب على المواطن الحضور عند الساعة التاسعة صباحًا ولو تأخر إلى الحادية عشرة يواجهه الموظف بوجه عابس معلنا عدم إمكانية إتمام المعاملة وقد يجامله بعبارة من نوع (ربي يهديك.. قلنالك تعالى بكري أول ما نفتحوا نلقاك قدامي!!).. يتم فتح الحساب في يوم والعودة في يوم آخر لطلب البطاقة المصرفية فيطلب الموظف صورة جديدة من الرقم الوطني وأخرى من جواز السفر مع أن العميل قدمها منذ أسبوع في ملفه، لكن الموظف يطالبه بمستندات جديدة بحجة أنه لا علاقة له بالملف!! وبعد إتمام المعاملة يبلغه أن البطاقة ستكون جاهزة بعد شهر من يوم التقديم، فيما قد يجهز دفتر الصكوك في نصف المدة.

ومع أن ملف العميل به رقم الهاتف والإيميل، إلا أن بعض المصارف لا تبلغه بانتهاء صلاحية بطاقته ولا بأي أخطاء متعلقة بحسابه المصرفي، وعندما يذهب لتجديد بطاقته مثلا يتعين عليه تعبئة نموذج جديد والانتظار لمدة أسبوع على أقل تقدير، وقد يعود بعد هذه المدة فيجد أن المعاملة متوقفة بسبب انتهاء صلاحية جواز سفره الموجود صورة منه في ملفه، ويطلبون منه صورة من الجواز الجديد كي يتمكن من تجديد بطاقته المصرفية التي أمضى عامين يتعامل بها مع حسابه أصلا، ولا أفهم، ما هي الحاجة لكل هذه الأوراق، وما فائدة وجود مستند بالرقم الوطني في ملف العميل طالما يظل المصرف في كل معاملة يطلب المزيد

شاهد أيضاً

برامج تدريبية مشتركة بين مركز ابحاث طب الأسنان وكلية طب الأسنان بجامعة مصراتة

ناقش مدير عام المركز الليبي لأبحاث طب الأسنان، الدكتور إبراهيم اعبيد العيان، مع عميد كلية …