رسالتي اليوم لأولياء الأمور حول تعاملهم مع أبنائهم في الفترة الحرجة أو ما يعرف بفترة المراهقة .
المراهقة تلك الكلمة التي نسمعها وينطق بها الوالدين عندما يبدأ أبناؤهم بالاختلاف أو التدرج العمري في انتقالتهم لمرحلة ما بعد الطقولة، فنجد الأم أحيانا تقول لم أعد أعرف التصرف معها أومعه. مرحلة المراهقة مرحلة صعبة.. ونجد أن أغلب الأمهات يدركن ذلك التغير، ويحرصن على التعامل مع المرحلة بحذر شديد.
تلك المرحلة حدد علماء الاجتماع والنفس بدايتها من سن انتهاء عمر الطفولة، وتنتهي في مرحلة النضج، أما تحديد المدة الزمنية لهذه الفترة فقد أُشيرَ إلى أنّها تمتد من سن العاشرة حتى الخامسة والعشرين في أطول حالاتها، كما ويحكم تحديد هذه الفترة العديد من العوامل والمحددات البيئية والوراثية. وتتميّز عملية النمو في تلك المرحلة بالتسارع الكبير مقارنة مع مرحلة الطفولة التي تسبقها، ومرحلة الرشد والرجولة التي تليها.
فيجب أن يعلم أولياء الأمور أن وصول الطفل إلى سنّ المراهقة يعني أن فهمه للحياة يبدأ بالاختلاف، فتختلف طريقة تفكيره والمعتقدات التي يحملها، ويجب عليهم حينها مراعاة تلك الاختلافات، ومحاولة فهمها واستيعابها من خلال تطوير مهارة الاستماع والتحسين.
المراهق لن ينظر لوالديه بشكل جديّ إذا ما انشغلا بأمر آخر أثناء تحدثهما معه، لذا ينبغي عليهما الجلوس معه وفهم كلّ ما يقوله، وإظهار مشاعر الاهتمام والتعاطف تجاهه، وتجنّب إصدار الأحكام، واختيار الكلمات المناسبة أثناء تحدثهم معه بحذر ودقّة، ويجب الحوار معه دون سخريّة أو إستهزاء وتهكم ، والتركيز على إظهار كل ما هو إيجابي.
ويجب معاملته معاملة خاصة، والابتعاد عن تفتيش خصوصياته في غيابه، والاطلاع على مكالماته، كما يجب أن لا تستمر مراقبته كأنه طفل .
المراهق غالباً ما يقوم بالعديد منالتصرفات الغريبة لجذب انتباه من حوله، حيث تكون هذه التصرفات صادمة لوالديه مما يستدعي إظهار رفضهما لها، وفي مثل هذه الحالات على الأب والأم الحذر وعدم المبالغة قبل اصدار رفضهما لمثل هذه التصرفات.
بقلم /سعاد العجمي السويحلي
Soad.swaihle@gmail.com