منصة الصباح

آخر معاقل المسرح في طرابلس يتعرض للقرصنة !

مسرح ..

هند التواتي

انتظرنا زيارته لمقر الصباح الفني منذ فترة للقائه والحديث معه عن رحلة عطاء دامت ثمانية وثلاثين عاماً في المجال الفني، بدايتها كانت من خلال المسرح الجامعي واستمرت عبر مراحل مختلفة مابين التمثيل المسرحي والدرامي، إلى مساعد مخرج ومخرج تلفزيوني لعديد من الأعمال .. الفنان المخضرم عبدالرزاق أبو رونية كان حاضراً لكن للحديث عن الموضوع الحدث هذه الأيام وهو تعرض مقر الفرقة القومية للتمثيل والموسيقى التي يديرها للقرصنة ومحاولة الاستيلاء على مقرها الواقع بشارع طارق المتفرع من شارع المعري من قبل شخص يدّعي أن المقر ملك له بشهادات مزورة من مصلحة الأملاك، لتواجه الفرقة القومية  ومقرها مصيراً مماثلاً لما تعرضت له (15) فرقة مسرحية من إغلاق واستيلاء على مقارها لأسباب مختلفة.

ولكم القصة كما ذكرها مدير الفرقة القومية للتمثيل والموسيقى الأستاذ/عبدالرزاق ابو رونية..

 

الفرقة القومية للتمثيل والموسيقى تأسست سنة 1952ف على يد عمالقة المسرح والفن الليبي الأساتذة مختار الأسود ـ محمد شرف الدين ـ سعيد السراج ـ مصطفى الأمير لتنطلق معها مسيرة 68 عاماً من العمل الأهلي الإبداعي في أكثر من مائة عرض بمختلف المسارح والمهرجانات وخرّجت أغلب فناني الدراما المعروفين أمثال يوسف الغرياني ـ إسماعيل العجيلي ـ حسن الكشيك ـ فتحي كحلول ـ سعد الجازوي وغيرهم من الفنانين  وقد انتقلت الفرقة من مقرها القديم بشارع الاستقلال إلى مقرها الحالي عام 1972 وهو من الأملاك المستردة للدولة الليبية والذي هو ملك لوزارة الإعلام والثقافة سابقاً،

بدأت محاولات القرصنة على المقر للاستيلاء عليه بطرق غير قانونية منذ عام 2004ف ثم تحوّل الخصام للقضاء أمام المحاكم وحكمت المحكمة بملكية المقر للفرقة لتعاود الفرقة عملها ونشاطها المعتاد حتى عام 2008 حيث قام المدعو بالدخول لمقر الفرقة صحبة عائلته وعبث بمحتويات الفرقة ورفض الخروج بحجة ملكيته للمكان بتخصيص من اللجنة الشعبية للمنطقة في تلك الفترة وبعد محاولات ومحاضر للنائب العام تم الحكم لصالح الفرقة وللمرة الثانية واعتبار القضية كأن لم تكن وتم إخراجه وإعادة المقر للفرقة حتى عام 2018 ف عادت القضية من جديد على يد ابنته  بأوراق من مصلحة الأملاك المتوقفة عن العمل تفيد بملكيتهم للمقر وأنهم يملكون تخصيصاً من عبدالله منصور وعلي الكيلاني..

وبعد تقديم المستندات الخاصة بالفرقة وتوضيح الصورة تم إنهاء البلاغ وعودة الأمور لما كانت عليه، لتصل إلى آخر مراحل الصراع على البقاء مع هذا السيد وعائلته بتقديمهم دعوة ورفع قضية ضدي بصفتى مدير عام الفرقة الوطنية للتمثيل والموسيقى وبكل أسف أصدرتْ المحكمة حكماً مبدئياً وإعطاء الفرقة مهلة لإخلاء المكان، توجهتُ لوزارة الثقافة والمجتمع المدني وألتقيت بالسيد حسن ونيس/رئيس الهيئة العامة للثقافة   على اعتبار أن المقر يعود لهم في الملكية لكنه وللأسف لم يعط أية أهمية لسقوط آخر صرح للمسرح في طرابلس ولم تكلف الهيئة نفسها حتى عناء توكيل محامي عن المقر فمن يستلم القضية اليوم  أمام المحاكم محامية شعبية لها منا كل التقدير والعرفان على ما تبذله من مجهود.

 

نأمل من الجميع الوقوف إلى جانب الفرقة القومية لمنع المخطط التي تحاك للقرصنة على مقرها وبيعه من قبل دواعش المال الذين لا يعرفون قيمة المقر من الناحية الفنية والأثرية ولا قيمة ما تقدمه الفرقة وغيرها من الفرق ..

فمن المعلوم هنا أن مقر الفرقة القومية أصبح هو الملاذ لكل الفرق العامة والأهلية التي تم إغلاقها والاستيلاء عليها، حيث يقيمون بروفاتهم المسرحية وتسجيلاتهم في الاستديو الخاص بالفرقة.

نحن مستمرون في نشاطناً ولن نرضخ لحكم الإخلاء التعسفي.

شاهد أيضاً

*أولويات الإصلاح الصحي*

د.علي المبروك أبوقرين   حدث في العقدين الأخيرين تطور متسارع في التقنية والتكنولوجيا الطبية مما …