شارك وزير التربية والتعليم رئيس اللجنة الوطنية الليبية للتربية والثقافة والعلوم، الدكتور موسى المقريف، في فعاليات الاِجتماع العالمي للتعليم لِعام 2024م، الذي تستمر فعالياته لعدة أيام، ويعقد لأول مرّة في النصف الجنوبي للكورة الأرضية، وذلك بدعوة رسمية من منظمة اليونسكو ووزير التّعليم بجمهورية البرازيل وتحت رعايتهما المشتركة، حيث اِنطلقت فعاليات هذا الاِجتماع بِحضور نائب رئيس البرازيل، وحاكمة ولاية سيارا، ووزير التّربية والتّعليم بالبرازيل، ومساعدة المدير العام لقطاع التّربية باليونسكو، بالإضافة إلى مشاركة حوالي ثمانية وخمسين وزير تربية وتعليم بالدّول الأعضاء باليونسكو، بالإضافة إلى حوالي ألف وخمسمائة مشارك ومشاركة من كيانات ومنظمات حُكومية وغير حكومية، ومؤسّسات المجتمع المدني، وبعض المنظمات الإقليمية والدّولية المتخصّصة في مجال التّعليم والتّمويل والاِستثمار، وممثلين عن الطلاب والشباب وحُقوق الإنسان والمساواة.
ويهدف هذا اللقاء العالمي الهام إلى تعزيز الحِوار المتعدّد الأطراف والقطاعات، والاِعتراف بأن التّعليم هو معادل اِجتماعي وقوة دافعة للتّنمية المستدامة، ولحظة حاسِمة نحو المضي قدماً في بناءِ التّعليم الشامِل والعادل.
وتطلق اليونسكو على هامِش هذا الملتقى التّقرير العالمي لِرصد التّعليم 2024 – 2025، تحت عنوان “القيادة في التعليم”.
وتضمّنت جلسة الاِفتتاح كلمات رسمية ألقاها كل من: نائب رئيس جُمهورية البرازيل وحاكم ولاية سيارا ووزير التّربية والتّعليم البرازيلي ومساعد المدير العام لليونسكو لِقطاع التّربية بالنّيابة عن المدير العام لِمنظمة اليونسكو و ممثل الأمين العام للأمم المتّحدة، وركّزتْ جميع الكلمات والمداخلات الرّسمية على أن الحق في التّعليم هو أمر أساسي وجوهري، ويُمثل أحد أهم حُقوق الإنسان الأساسية، وحث الدّول والمجتمعات على وضع التّعليم في مركز السياسات العامّة الوطنية، لِما له من قدرة على تحويل حياة الناس والمجتمعات بطريقة مُستدامة، وضمان حول كل فئات على تعليم جيد وشامِل ومنصف.
كما تمّ التأكيد على أنّ هذا النّوع من الاِجتماعات العالمية الهامّة تجلب فوائد متعدّدة، من خلال منح الفرصة للمشاركين من جميع المناطق والمجتمعات لِمشاركة تجاربهم والتّعلُّم من البلدان الأخرى، والذي بدوره يدفع نحو تسريع التّقدّم المُحرِز نحو تحقيق غايات ومقاصِد الهدف الرّابع للتنمية المستدامة 2030،وقد أردف جميع المتحدّثين على أهمّية التّعامل مع التّعليم باعتباره اِستثمار وليس إنفاق، وهو المسار الرّئيسي الوحيد لِبناء عالم وكوكب مُستدام.
وتتضمن أيام الاِجتماع جلسات عمل عامّة وجلسات عمل متوازية، إضافة إلى فعاليات جانبية ولقاءات ثنائية بين الوفود المشاركة، وتركز المواضيع الرّئيسية للاجتماع على أزمة المناخ والبيئة، والسلام وحُقوق الإنسان، والصّحة والتّغذية والرّفاهية، العلوم والتكنولوجيا والاِبتكار والتّحوّل الرّقمي، والمساواة بين الجنسين، الحِوار بين وزراء التّعليم والمجتمع المدني، والقطاع الخاص والشباب، مما يُعزّز اِلتزام اليونسكو والدّول الأعضاء بالهدف الرّابع من أهداف التّنمية المستدامة للأمم المتّحدة (SDG 4)، ودعم السياسات والبرامج التي تُبني حاضراً ومستقبلاً أكثر عدالة واستدامة، كما عُقدت جلسات متوازية تتناول اِستعراض مؤشرات مختارة للهدف الرّابع للتنمية المستدامة، فضلاً على جلسات أخرى متوازية تناولتْ الاِستثمار في التّعليم من خلال تبنِّي عِدّة اِستراتيجيات كالعدالة الضريبية، والتمويل المبتكر، وعدالة الاِستثمارات، واستدامة الدّيون.
والجدير بالذكر أن الأمم المتّحدة أقرّت في 2015 قراراً يقضي بأن تقوم اليونسكو، كونها الوكالة المتخصّصة المكلّفة بالهدف الرّابع للتنمية المستدامة، بحشد الدّعم والمناصرة لِتحقيق مقاصد وغايات الهدف الرّابع للتنمية المستدامة، بالتّعاون مع الشركاء الإقليمين والدّوليين، من خلال عقد اِجتماعات وملتقيات إقليمية وعالمية، لِتعزيز اِستعراض الإنجازات، ورصد التّحدّيات والعقبات من منظور عالمي، وإقليمي ووطني.