منصة الصباح

وداعا محفوظ .. وداعا سيد البشاشة.

بقلم / عبد الرزاق الداهش

مرة أخرى تستكثر علينا الموت رجلا، ظل دائما مدججا بابتسامته.
محفوظ الأحول، الصديق، والزميل، والأخ.
تسللت إليه الموت في غفلة منا فقابلها في غفلة منه بابتسامة، ثم لم تتركه يكمل نصف مكالمة مع صديق مصدوم.
محفوظ الذي وزع الكثير من عمره بين أوراق الآي فور، واجهزة الماكنتوش، وعلب التبغ، ومقالب الزملاء، تأخذه الموت بكل برودة، وكأنه يشطب الصفحة الأولى من عدد أخير لصحيفة الفجر.
محفوظ الابتسامة بالنسبة له كانت فيتو أمام كل صديق لا مبرر لغضبه، وأمام كل زميل لم يخطئ في حقه، وامام كل عابر سبيل في شارع البلدية كأنه يعرفه.
محفوظ الأحول لا ينتمي الا إلى محفوظ الأحول، الرجل البشوش، البسيط، الذي يرد على كل اتصال قبل ان يرى الرقم على شاشة هاتفه النقال، حتى الموت رد عليها من أول رنة، ولم يسألها ماذا تريد؟ ولماذا الآن؟
كم هي بشعة هذه الموت، وقفت له في نصف طريقه نحونا، ووقفت لنا في نصف طريقنا نحوه، منعته ان يمدنا بابتسامة، حرمتنا ان نمد يدنا إليه، وأخذته.
سلم لها نفسه، كما لو انه طفل، كما لو انها جدته التي ستروي له حكاية ما قبل النوم، كأنه ذهب معها كي يرتاح،

شاهد أيضاً

مُشاركة ليبية في كتابٍ عالمي حول ثقافات السلام

  شاركت عميد كلية اللغات بجامعة بنغازي “د.هناء البدري”، رفقة أخريات من فلسطين، والسعودية، وبريطانيا، …