مع دخول العدوان على طرابلس شهره السابع، وفي ظل الفشل العسكري لمسلحي حفتر في التقدم نحو تمركزات قوات الوفاق التي تضرب طوقا على العاصمة؛ لاتزال الأطراف الدولية تؤكد ضرورة إيقاف إطلاق النار، وتدعو إلى العودة للعملية السياسية.
وفي هذا الصدد قال وزير الخارجية الأمريكية “مايك بومبيو”؛ إن وقف إطلاق النار في ليبيا، يمثل أولوية مطلقة بالنسبة للولايات المتحدة؛ معربا عن أمله في أن يعمل مؤتمر برلين القادم من أجل التهدئة، وإقناع الأطراف الفاعلة بالمضي قدما في المسار السياسي.
تصريحات الوزير الأمريكي جاءت خلال مؤتمر صحفي جمعه بنظيره الإيطالي “لويجي دي مايو” في العاصمة الإيطالية روما، حيث بحث الجانبان ضرورة الحد من العنف في ليبيا واستمرار العملية السياسة.
وعقب هذا اللقاء قال وزير الخارجية الأمريكي خلال مقابلة مع صحيفة “لاستامبا” الإيطالية؛ إن الخطوة الأولى لإنهاء الحرب في ليبيا، هي إيقاف الدعم الخارجي لــ”طرفي الصراع المسلح”.
وأكد بومبيو ضرورة إلزام الأطراف الخارجية بالتوقف عن تقديم الدعم “الذي يخلق الأمل للقادة الذين يرون بفضله أنهم يستطيعون النصر عسكريا في الصراع الراهن في ليبيا”، مضيفا أن معظم الدول المتدخلة في الشأن الليبي تدرك أنه سيكون هناك حل سياسي في ليبيا، وأن هذا الأمر في مصلحة جميع الليبيين والدول المجاورة؛ لاسيما تونس والجزائر ومصر، بحسب قوله.
تحالف روما وواشنطن في اتجاه إنجاح مؤتمر برلين؛ أكدته الحكومة الإيطالية التي أشارت إلى تقارب وجهات النظر مع واشنطن فيما يتعلق بالحاجة إلى حل سياسي للأزمة الليبية في أقرب الأوقات، مع الاعتراف بعدم استدامة الخيار العسكري.
فيما قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن إيطاليا حليف رئيسي لواشنطن في ضمان الجهة الجنوبية لحلف شمال الأطلسي “الناتو” عبر وجودها في ليبيا وغيرها.
ولم يقتصر الحراك الأمريكي تجاه ليبيا على الدول المنخرطة في الأزمة الليبية بشكل مباشر وتحديدا الأوروبية منها؛ بل تعداه إلى دول الجوار حيث كشف وزير الخارجية الجزائري “صبري بوقادوم”، عن وجود تقارب في وجهات النظر مع الولايات المتحدة الأمريكية؛ حول أهمية الوصول إلى حل سياسي للأزمة الليبية.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن بوقادوم قوله؛ إن اللقاء الذي جمعه بالسفير الأمريكي لدى ليبيا “ريشارد نورلاند” الخميس، سمح بتبادل الرؤى بشأن الوضع في ليبيا، والتطرق إلى مساعي المجتمع الدولي للوصول إلى حل للأزمة التي تعانيها ليبيا منذ 2011، واصفا محادثاته بالمثمرة.
ووفق وكالة الأنباء الجزائرية؛ فقد أعرب”ريشارد نورلاند” خلال اللقاء؛ عن رغبة أمريكا في تعميق المحادثات مع الجزائر حول أزمة ليبيا، باعتبار أن الجزائر على دراية بالوضع الليبي، وتستطيع مساعدة واشنطن على فهمه بشكل أفضل.
القلق الدولي بشأن الأوضاع في ليبيا بات حاضرا في كثير من المحافل الدولية، حيث قال وزير الخارجية الروسي “سيرجي لافروف”، أنه رغم الجهود التي تبذل في ليبيا لإقامة حوار شامل، فإن إطلاق عملية مستقرة للتسوية قد فشل بسبب “اللاعبين الأجانب” هناك.
وأكد لافروف في تصريحات خلال الدورة السنوية الــ16 لنادي “فالداي” الدولي؛ أن هدف موسكو هو منع تحول الشرق الأوسط إلى ملاذ آمن للإرهابيين، وقال إن هذا الاتجاه واضح خاصة في ليبيا وهو وضع خطير للغاية، على حد تعبيره.
التحركات والتصريحات الدولية بشأن ليبيا بدوافعها المختلفة, تزداد حضورا مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر برلين الذي يرى خبراء أنه سيحاول ترميم اتفاق “الصخيرات” ويرى غيرهم أنه قد يكون فرصة لبناء اتفاق جديد.
أما المجلس الرئاسي فاستبق هذا الحراك ببيان بشأن الجهود الدولية فيما يخص الأزمة الليبية قرأ من خلاله متابعون ثوابت الرئاسي للعودة للمسار السياسي، وقرئ أيضا على أنه رد على مراوغات البيان الصادر عن الاجتماع الوزاري بشأن ليبيا على هامش اجتماعات الأمم المتحدة بنيويورك وكشفا لنيات بعض الدول المؤثرة والضالعة في الصراع الليبي