عفاف التاورغي
تحت الأضواء الساطعة لمهرجان مينا الدولي للأفلام في مدينة لاهاي بهولندا، يشارك المخرج محمد مصلى بفيلمه الوثائقي القصير “بطلة” لأول مرة.
وتأتي هذه المشاركة في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان، وهي امتداد لنجاح فيلمه السابق “حقوق تائهة” الذي حصل على جائزة السلام والعدالة.
ويركز فيلم “بطلة” على قضايا حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في ليبيا، مع إلقاء الضوء على حقوق النساء ودمج ذوي الإعاقة في سوق العمل، ودعم الرياضيين منهم.
وتستعرض أحداث فيلم “بطلة” قصة سعاد، إحدى الرياضيات البارزات التي تسافر مسافة تزيد عن 20 كيلومترًا من مدينتها تاورغاء إلى مدينة مصراتة لممارسة التمارين الرياضية استعدادًا للمشاركة في المحافل الدولية.
الفيلم عُرض لأول مرة في مدينة بنغازي خلال فعاليات “براح للثقافة والفنون”، التي نظمتها منظمة هيروفيل للتنمية المستدامة.
وفي تصريح خاص لللصباح، عبرت البطلة البارالمبية سعاد عن معاناة النساء ذوات الإعاقة في ليبيا، حيث يتم حرمانهن من المعاش الأساسي بمجرد الزواج بناءً على قوانين تعتبر الزوج هو المعيل.
وقالت سعاد: “نتزوج نلقى مرتبي واقف! نبي نتعيّن حتى نطيح يقعدلي مرتب الضمان. هذا هو الواقع المؤلم الذي تعيشه النساء الليبيات ذوات الإعاقة، حيث يتم حرمانهن من معاشاتهن الأساسية بمجرد زواجهن. رغم وجود قانون 2017 الذي يضمن استمرارية صرف المعاش، إلا أن عدم تطبيقه يجعل معاناتنا تتفاقم ويدفعنا للبحث عن وسائل أخرى لدعم أنفسنا.
الفيلم الوثائقي ‘بطلة’ يعرض هذا الجانب من حياتنا، ويسلط الضوء على حقوقنا التي تم تهميشها.”
من جانبه، قال مخرج الفيلم محمد مصلي: “أهدف من خلال هذا الفيلم إلى تسليط الضوء على الصعوبات التي يواجهها العديد من الأفراد والعائلات في الحصول على أبسط حقوقهم. هذه التجربة عمّقت فهمي لحقوق ذوي الإعاقة، وأنا مؤمن بأن الأفلام الوثائقية يمكن أن تُحدث تغييرًا كبيرًا في المجتمع من خلال معالجة القضايا المجتمعية وإبرازها، لأن الفن هو انعكاس للمجتمع.”
وأضافت الحقوقية حليمة القلال: “التضامن يضمن للمرأة ذات الإعاقة حقها في المعاش الأساسي بوجود الأب، لكن بعد الزواج يُحرم منها هذا الحق إلا إذا كانت تعاني من إعاقة مزدوجة. من غير المنطقي أن يُحدد نوع الإعاقة بعد الزواج، وكأن الزواج يلغي نوعًا معينًا منها. هذا تساؤل لم نجد له إجابة حتى الآن.”