منصة الصباح

هل تحولت المزينات إلى مكان للحواديث والسّيَر­؟

مشاهــدات ..

بقلم : فتحية الجديدي

 

بيوت التجميل والزينة التي تقدم خدمات مختلفة للاهتمام بالمظهر الخارجي للمرأة، وتحسين الشكل، والتركيز على (البرستيج ) كما يسمونه أو يطلق عليه، ذلك المتعلق بالشكل الخارجي لها، حيث توفر هذه الأماكن العناية الكاملة بالبشرة والشعر ووضع المكياج والإضافات التي من شأنها أن تزيد من جمال المرأة، وخدمات أخرى متعددة.

محال المزينات.. المنتشرة والمتخصصة في التجميل والتي تختار عدة تسميات مشتقة من نوعية الخدمة وأيضا نسبة لأسماء موديلات وملكات جمال أو بطلات لقصص رومانسية كالسندريلا وبطلات روايات قديمة ونجمات هوليود، ومشاهير من أعمال فنية كالموناليزا، وغيرها من المسميات التي تباينت من محل الآخر.

بعيدا عن الدعاية والإشهار لهذه المحال التي تكاد تكون بكل شارع أو زقاق، وكل مدخل بناية لدرجة أننا أعتدنا تواجد المزينات كنشاط تجاري معروف، فهي تعتمد أكثر من خدمة، ابتداء من تصفيف الشعر و(البدي کير والمونيكير)، نهاية بتجهيز العرائس والمناسبات وما يتخللها من وضع صبغات للشعر وتنظيف البشرة وخدمات الساونا) أيضا وتركيب (الاكستنشن) أو الشعر المستعار والرموش الأصطناعية، بالإضافة لما تقوم به من دور اجتماعي مغاير مئة بالمئة عن دورها الخدمي وغرضها التجاري المعلن لأنها باتت أماكن لتلاقي العديد من السيدات والأمهات والزوجات والجارات والصديقات والصويحبات اللواتي يفضلن الكشف عن أسرارهن بالمزين أو البوح المخفي لقصصهن داخل هذه الأماكن الأنثوية بامتياز ! بعضهن يتخذن من المزينات مساحة (للهدرزة).، والبعض الآخر مكان لجمع وتبادل الأخبار، وبعضهن للاستفادة من الأحاديث إثراء لمعارفهن.

هل لنا أن نتخيل أنه من الممكن أن (البيوت سنتر) أماكن مناسبة لزيادة المعرفة أيضا؟ نعم.. ونقطع جازمين على ذلك لأنها بالفعل أمكنة لتبادل مثل هذه الأحاديث حول بعض التقنيات والاستفسار عن بعض الوصفات الطبية المجربة،  وعن بعض الخطوات والأساليب المتعلقة بكيفية الحفاظ على الزوج!، ومعرفة ما هي الطريقة السليمة للتنشئة الاجتماعية للأبناء، والتعامل الجيد مع الإبن المراهق، و كيف تقيمين عريس ابنتك كي لا تقعي في فخ الاختيار الخاطيء؟، وأيضا ماهي مقادير عمل الكيكة الأسفنجية؟!، وأي سوق تجاري أو( سوبر ماركت) أو (مول) يمكن أن تجدي فيه بضاعتك المميزة، وما هي المحال التجارية التي تخفض في أسعار السلع، وتحديد العيادات الخاصة التي تقدم خدمات طبية جيدة، واسم الطبيب الناجح في تخصصه، و المدرسة الخاصة التي يمكن أن تكون أفضل المدارس مقارنة بنظامها التعليمي وكفاءة معلميها؟!…. وغيرها الكثير والكثير من المعلومات إذا اعتبرنا أن ما نسمعه داخل المزينات هي معلومات صحيحة، أو أنها تحدد ضمن قائمة المعارف أساسا؟!

هل تحولت بالفعل بعض المزينات لأماكن (للهدرزة)؟

هل باتت هذه البراحات مكان للقيل والقال فعلا؟.

هل نعتبر ما يتم داخل مراكز التجميل مجرد (قرمة)؟ .

وعليه .. لماذا تتحول المزينات لصالونات (فش خلق)؟

إن ما تنتجه بعض مراكز التجميل المتعددة هو في الأصل تفريغ الشحنات من البوح الاجتماعي والنفسي حيال بعض المشاكل والعوائق التي ربما تواجه بعض النساء في بيوتهن أو في محيطهن الاجتماعي، سواء في بيوتهن أو أماكن عملهن، بمعنى أنه عندما تعاني أحد الأمهات من سوء سلوك طفلها قد تلجأ للحديث طلبا للحل. وعندما تستشير الفتاة حول الضمانات التي يمكن أن يقدمها الزوج الناجح فهي في نهاية الأمر تريد التقييم الفعلي للعريس، بالرغم أنه لا يوجد في الحياة زوج ناجح من عدمه – بل هناك معايير للحياة المستقرة من عدمها وهذا موضوع آخر. بالفعل هذه الأماكن تقدم خدمة للزبائن غير التجميل کي نكون منصفين أكثر ولا نريد ظلم هذه المراكز التي بالفعل تعمل على تجهيز المرأة بالكامل، وتبذل جهدا لابأس به للحفاظ على جمال وطلة المرأة باعتبارها الزوجة والحبيبة والأم التي من المفترض أن تكون جميلة دائما بالرغم من روعتها كونها امرأة أصلا، ولا يفوتنا أن بعض النصائح باتت بالفعل مجدية عند تقديمها في سياقها الصحيح مع الدقة في المعلومة والتأكد من صحتها، كالنصائح المتعلقة بالوصفات العلاجية لتأخر الإنجاب مثلا، أو القضاء على الحساسية الجلدية أو فقر في الدم، وغيرها. هذا ما سمعناه في بعض دور التجميل التي تتسع مساحتها لاستقبال أكثر من عشرة نساء في اليوم، ومستعدة لأن تكون ( بيت معلوماتي) في أي وقت أو حتى مكان للاسترخاء.

إذن.. هل تتحول المزينات لمراكز نفسية في وقت من الأوقات؟

سؤال طرحته العديد من النساء، وخاصة اللواتي يترددن بشكل دائم على هذه الأماكن، ليس للزينة فقط، بل للحصول على قسط من الراحة، ولأن هناك من يسمعك بالفعل سواء من بعض العاملات بالمحل أو من الزبائن نفسهن، وعندما وجهنا لهن هذا السؤال أجبن بالتأكيد على هذا الأمر، بل أثنين على بعض هذه الأماكن التي تتخذ من صالوناتها مساحة لتبادل المعارف المختلفة.. بدورنا نقدم لهم الشكر، رغم رفضنا القاطع أن تكون للنميمة والإساءة للغير أو لإفشاء الأسرار و(خراب البيوت، أو التشكيك وإحاكة المؤامرات، وغيرها من السلوكيات السيئة التي تضر بالعلاقات الأسرية وتخدم هذه العلاقات. محال المزينات.. هي النشاط الخدمي الذي يركز على المرأة وما تحتاجه من خدمة وليس له علاقة بحياتها الخاصة، وإذا قمنا بتحديد نوع الخدمة والبعد الاجتماعي الذي وصلت إليه المزينات يمكن أن يخدم هذا بعض النساء إذا كان ضمن الإطار الاجتماعي مع الحفاظ على الخصوصية الشخصية حتى لا تحول المزينات لمخربات دیار وبيوت.

شاهد أيضاً

فتح أبواب المدارس أيام السبت لطلبة شهادتي الأساسي والثانوي

  الصباح وجه وزير التربية والتعليم موسى المقريف اليوم كتابا الي مراقبي الوزارة بالبلديات، وجه …