منصة الصباح

هل تؤدي علاقات مواقع التواصل الاجتماعي إلى المأذون؟!

 

وعود (م ك ع(  كانت كاذبة واكتشفت الفتاة بعد الزواج أن المأذون كان مزيفا

ألقت الفتاة (ع . أ)  بنفسها من الدور الثالث بسبب رفض والدها سوء استخدامها للأنترنت

ن . و :  هربت وذهبت إلى السفارة الليبية في مصر وحكيت لهم قصتي فساعدوني وتم ترحيلي إلى ليبيا

 

هل صارت علاقات التواصل عبر  المواقع الاجتماعية بديلا عن العلاقات الاجتماعية التقليدية؟

كيف لعلاقة عاطفية تنبني عبر  قنوات التواصل الافتراضية أن تؤسس رباطا أسريا حقيقيا؟ وما طبيعة هذه العلاقات ؟ وكيف تنشأ؟

وكيف ساهمت هذه المواقع في بناء علاقات افتراضية تحكمها عواطف عن بعد؟

وخلاصة الأسئلة: هل تؤدي علاقات فيسبوك وتويتر والشات إلي المأذون؟

هذا ماحاولنا رصده في هذا الاستطلاع عبر حزمة من القصص والآراء ووجهات النظر المختلفة والمتداخلة.

القصة الأولى ….

الفيسبوك جمع بين م و ع .. تزوجها على يد مأذون شرعي مزيف …حيث تعرفت فتاة عشرينية على شاب عن طريق الفيسبوك ونشأت بينهما علاقة عاطفية ضعفت خلالها الفتاة أمام محاولات حبيبها بعدما وعدها بالزواج ليضع أسرتها الرافضة لتلك الزيجة أمام الأمر الواقع .

وعود )م ك ع ( كانت كاذبة واكتشفت الفتاة بعد الزواج أن المأذون كان مزيفا كما فوجئت بأن حبيبها رفض الاعتراف بالطفل بحجة أنه ابن حرام وألقاها في الشارع تواجه مصيرها فيما الطفل لم ير النور بعد لتعود إلى أسرتها منكسرة …

القصة الثانية ….

الإنترنت وراء طلاق أصحاب الزيجات الطويلة ..

يقول المأذون الشرعي (ط ، م) حالات الانفصال بين أزواج أكملوا  قرابة الـ 20أو  حتي الـ40 سنة من عمرهم تربطهم مؤسسة الزواج له عدة أسباب.. مضيفا: إن دخول التكنولوجيا في حياة الأسر له أثر كبير على شكل العلاقات الاجتماعية إذ بات كل منهما منشغلاً بوسيلة تكنولوجية معينة والكثير منها أدخل الزوجين في علاقات غير مناسبة عبر التواصل الاجتماعي مثل مجموعات الواتساب والفيسبوك والتويتر والانستجرام وأدت بدورها إلى مشكلات أسرية وخلافات عميقة يصعب حلها وإن العلاقات عبر المواقع الألكترونية دعت الأزواج إلى تبادل الصور والأسرار الزوجية وهذا ماأدى للتفكك والانفصال  …»

القصة الثالثة ..

تقول فتاة أنا أبلغ من العمر 17 سنة . أدرس في الثانوية العامة وفي يوم قررت استخدام (النت) وكانت هذه هي الغلطة الكبيرة عندما فكرت أن استخدمه ولكن استخدمته وقضيت أيامي في المحادثة مع الشاب على النت وكنت أشاهد المواقع الإباحية.. لا أعلم  ما الذي حدث لي؟ أ كنت فتاة متدينة ولا أحب هذه الأشياء ولكن لا أعرف ما الذي حدث؟ كنت أشاهد هذه المواقع الإباحية دون أن يعلم أحد من أهلي وخلال معرفتي بهذا الشاب تعرفت على شاب من جنسية أخرى وبعد فترة من الزمن أحببته هو أيضاً وأحبني وكان حبا صادقا وكان يعلمني  ويرشدني وكان هذا يحدث من خلال الإنترنت.. تغيرت حياتي.. أحببته بشدة.. وتعلقت به إلى درجة الجنون.. وتعلمت الكثير منه.. وهو كذلك وفي يوم من الأيام قرر أن أشاهده على الكاميرا وبالفعل رأيته وهو أيضاً رآني ولكن مع الوقت حدتث أشياء كثيرة منه لم اكن أتوقعها.. كنا نشاهد بعضنا  عبر (الكاميرا) ومع الوقت حدث أكبر خطأ فعلته عندما سمحت لهذا الشاب أن يشاهد جسدي عبر الكاميرا).. إذ كنت أكلمه (بالصوت والصورة) ومع الأيام أنخفض مستواي الدراسي بسبب التفكير به .. ويوم ظهر على حقيقته صار يهددني بصوري وأنه سينشرها وسيفضحني ..

القصة الرابعة ..

تقول  ن . ع . أنها أعتادت على التواصل مع بعض الأشخاص عن طريق مواقع التواصل الأجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر وفوجئت في نهاية الأمر برسائل خاصة من أحد الأشخاص تحتوي على بعض صوري الخاصة جداً التى التقطت عبر جهازي الحاسوب دون علمي وعندما استفسرت منه عن طريقة حصوله على الصور أجاب وبسخرية بأنه (هاكرز(  وخبير في برامج الحاسوب  فحصل مني على مبالغ طائلة مقابل إتلاف صوري .

القصة الخامسة ..

تقول  ب ، خ : في بداية تعارفي كان الشاب شخصا لطيفا ومؤدبا يحبني بشدة ويهتم بأموري وتفاصيل حياتي..  كان لا يتركني دقيقة.. كان دائماً يتواصل معي ونتحدث لساعات لكن سرعان ما تبذلت الأمور وانقلبت الموازين ولم يعد الشاب الذي أعرفه ولم أكن أعرف أن علاقتنا ستصل إلى هذا الحد..بدأ يطلب بتكرار رؤية صوري بحجة أنه أشتاق لرؤيتي.. وبكلماته أوقعني وسحر قلبي فقمت بإرسال صوري له دون أن أفكر مدى خطورة هذا الشئ.. وبعد مدة بدأ يلح علي أن نتقابل في مكان عام لكني لم أقبل ، وقلت له أنني خائفة أن يرانا أحد.. غضب مني وابتزني وهددني إن لم أذهب معه سيأتي إلى والدي ويعطيه صوري ومحادثاتنا.. لم يكن بيدي حل إلا أن أقوم بحضره على مواقع التواصل وأن أقبل بنصيبي الذي أتاني حرصاً على سمعتي وأمنعه من نشر فضيحتي

القصة السادسة ..

 بسبب الإنترنت فتاة تلقي بنفسها من الدور الثالث ..

وفي أول حادثة من نوعها ألقت الفتاة  (غ .أ)  بنفسها من الدور الثالث وقد نقلت إلى المستشفى وهي مصابة بعدة كسور متفرقة في جسدها.. وكانت المفاجأة أن سبب إقدامها على الإنتحار، رغم أنها تبلغ من العمر واحداً وعشرين عاماً فقط يعود لكونها مدمنة علي استخدام الانترنت.

فقد لاحظ الوالدان أن أبنتهما تجلس أمام الكمبيوتر لمدة طويلة يومياً ولأكثر من المعتاد فتمت مراقبتها من حين لآخر فتبين لهما دخول ابنتهما على ما يعرف بغرف الدردشة حيث كانت تتواصل مع الشباب لساعات طويلة وتحصل على أرقام تلفوناتهم لتتحدث معهم إلا أن والدها رفض هذا الأسلوب والسلوك غير السوي الذي يتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا وحاول إفهامها بأن الانترنت يستخدم للحصول على المعرفة إلا أن كل هذه النصائح لم تفهمها وتم أخذ هاتفها المحمول منها والكمبيوتر فما كان من الفتاة تحت هذا الضغط النفسي والإدمان على استخدام النت إلا أن القت بنفسها من الدور الثالث

القصة السابعة

تقول الفتاة (و.س) :  أبلغ من العمر 22 عاماً.. كنت في كل مرة أبحث عن شخص يفهمني ويحبني ويحسسني بالاهتمام.. تعرفت على شاب عن طريق الفيس بوك.. كان محترما وبتنا نتحدث طويلاً.. ولم يطلب مني يوماً رؤية صورتي ولكني أرسلتها دون أن يطلبها مني وبعد فترة قصيرة قال لي بإنه سيأتي هو وعائلته لخطبتي وقال لي أريدك أن تكوني زوجتي.ولكي  يجرني بكلامه قال لي (نحن سنكون زوجين ولازم أعرف منك حاجات عنك).. ومن طيبة قلبي أو سذاجتي وتأثير كلماته التي كانت مثل العسل قمت بإرسال صورة لي من غير حجاب.. وعاد وسألني عن جسدي وكيف شكله فما كان مني إلا أن صورت نفسي بفستان قصير وأرسلتها له وبعد أن أستمتع برؤية أجزاء جسدي قال لي كلمات أحرجتني وقللت من قيمتي.. إذ قال لي  (أنا لدي بنت في حياتي وأريد أن أتزوجها وقال عني ( أنت وحدة رخيصة) ومن هنا  أرجو من كل فتاة أن تأخذ العبرة من قصتي) .

القصة الثامنة …

تقول الفتاة ن . و:  تعرفت على شاب عبر الفيس بوك مصري الجنسية وبدأنا التعارف والتعرف عن بعض.. ومرة بعد مرة بدأ بالحديث عن نفسه وبأنه يملك عقارات وشركات في مصر وأن حالته المادية مبسوطة.. فرحت وزاد تعلقي به أكثر وبعد فترة قام بزيارة إلى ليبيا وطلب رؤيتي وخرجت لرؤيته.. تقابلنا.. بهرني منظره وكلامه المعسول وقال لي: ما رأيك أن أطلب يدك من أهلك؟ فرحت و واقفت فوراً.. وتحدتث مع أهلي الذين رفضوا بشدة لكن بعد إلحاح مني وافقوا … تزوجنا وذهبت معه إلى مصر.. في الأول فرحوا بي أهله ومن ثم فؤجئت بأنه متزوج من ثلاث نساء غيري وأن حالته المادية عادية جداً …. تغيرت معاملة أهله معي قاموا بسرقة ما عندي وإهانتي وعاملوني معاملة سيئة كالخادمة عندهم … وطلبت مني أم زوجي الخدمة في الليل.. أي أن أعمل في مهنة ) فتاة ليل)..كان سلبيا معي جدا..ً وما تقوله أمه يمشي على الكل … لكني رفضت وبشدة … قالت لي إحدى زوجات زوجي: أعطيني مبلغاً من المال لأساعدك على الهرب … هربت وذهبت إلى السفارة الليبية في مصر وحكيت لهم قصتي فساعدوني وتم ترحيلي إلى ليبيا …. والمشكلة عندما وصلت وذهبت لمنزل أهلي كانت الصدمة إذ لم يستقبلوني وقالوا لي: (هذا كان اختيارك).. وها أنا أعاني من هذه المشكلة .

وباستكمال ماتوصلنا له من خلاصة قصص متفرقة حول تجارب الفتيات مع المواقع الاجتماعية توجهنا إلى الدكتورة  فيروز علي قريرة مستشارة العلاقات الأسرية والزوجية

التي طرحنا عليها سوال:

هل تؤدي علاقات التواصل الاجتماعي) الفيس بوك(  إلى المأذون؟ فأجابت:

يحدث هذه الايام وفي كثير من وسائل التواصل الاجتماعي ما يسمى بهواة التعارف وقد يحصل أن يتم التعارف بين الفتيان وكل منهما يعطي الأخر مواصفاته وربما يتطور الامر لأن يعطي كل منهما الأخر صوراً شخصية وهذا الباب وإن كان يظن كثير من الناس أنه باب تسهيل إلا أنه مفسدة كبيرة وذلك من عدة وجوه . منها أن هذه ليست هي الطريقة الشرعية لمن أراد تحصين نفسه وكثيرا ما يحصل به غش كبير فعادة ما تكون المعلومات غير صحيحة كما أن هذا باب كبير للاحتيال فقد يحصل أن يكون الرجل صادقا في الزواج لكن المرأة تكذب وبالعكس أيضاً قد تكون المرأة صادقة في طلب العفاف لكن الرجل يكون محتالا وهكذا.. فمن الذي يزكي هذا الرجل أو هذه المرأة عن طريق مثل هذا الجهاز . فالصحيح والطريق الشرعي لمن أراد التحصين والبعد عن الحرام أن يسلك الطريق المعروفة عند الناس وهذا لا يخفى على أحد (ائتوا البيوت من أبوابها) فلا شك أن قرار الزواج  يعد قرارا مصيريا بل من أهم القرارات في حياة الشاب والفتاة.. فلابد قبل الإقدام عليه من أخذ الحيطة والحذر والاستعداد الروحاني والنفسي … فالزواج عبر مواقع التواصل الاجتماعي مفاسده اكثر من مصالحه .. إن المشكلة الحقيقية في التعارف الالكتروني تتمثل في اصطناع علاقة بين الطرفين …. شبكة الانترنت ليست أهلاً للثقة دائما.. فقد تحتوي على الكثير من الخداع والكذب وقد تفتقر الى الصدق وهناك عديد الشباب يقومون بخديعة الفتيات تحت حجة نية الزواج … وتدخل الفتاة والشاب في عالم فتراضي.. لذلك وجب الحذر. لانها طريقة غير ناجحة . ع

رفنا أن الزواج بالأنترنت لن يحقق لنا معرفة أخلاق الشاب فالمرأة تنكح( لجمالها ومالها وحسبها ودينها(  و( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) .. إذا العوامل والمقومات التي يقوم عليها الزواج في الاسلام لا يستطيع الانترنت أن يحققها وقد يظهر الانترنت الصورة الشخصية للشاب أما السيرة و هي الأهم من الصورة فلا يمكنها أن تظهر عن طريق الانترنت فكيف يتسنى للشاب أو الفتاة معرفة حقيقة كل منهما دون أن يعرفوا بعضهما بعضاً حقاً ؟

عزيزتي الفتاة لاتنتظري رجلا  يدخل حياتك من من النافدة الافتراضية !!

هنا أوجه كلمة للشباب اتقوا الله في أنفسكم ليتخيل كل شاب أن من يحادثها هي أخته أو أحد محارمه فهو في الأصل لا يعرفها .

وبسؤالنا فوزي علي بن غشير مدير إدارة الخدمة الاجتماعية والصحة المدرسية بوزارة التعليم عن تأثير المواقع الاجتماعية في طبيعة العلاقات العاطفية وما يترتب عليها أجاب:

عالم الانترنت هذا العالم الافتراضي الذي يعتبر سلاح ذو حدين .. له إيجابياته وسلبياته.

فالايجابية .. أن العالم أصبح قرية صغيرة يسهل التوصل فيها بكل يسر وسهولة إلى جانب الاستفادة العلمية التي قد يحتاجها الباحث عن المعرفة والفكر.

أما السلبية .. فكم من الفتيات في سن المراهقة قد تم التغرير بهن وكم منهن قد وجدت نفسها فريسة لشباب لا يخاف الله إلى جانب كم من البيوت التي تصدعت من خلال الكلام المعسول والغزل ، واللعب على وتر الفقد الذي عانى منه أحد الطرفين وحالة التصحر العاطفي الذي قد ينتهى بالعلاقة الزوجية  فتصبح المرأة مثلا تستمتع بما يكتب لها على  صفحات الفيس بوك وأصبحت ترى من يشاركها البيت شخصية تقليدية نمطية لم يعد يغذي ذلك الشغف الذي أصبحت تدمنه ونحن من خلال الحملات التي تقوم بها الإدارة نعمل جاهدين على توعية ابنائنا الطلبة ذكورا وإناثا بكافة الوسائل في عديد المواضيع التي لها علاقة بالجانب السلوكي وتعزيز قيم الأخلاق .

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …