الصباح-وكالات
لبنان على حافة سقوط الدولة الوطنية وإعلانها دولة فاشلة فى خلال النصف الأول من هذا العام إن لم تحدث معجزة سماوية .
بهذه المقدمة استهلت صحيفة اللواء اللبنانية تقريرها عن تطورات المشهد اللبناني ، قائلة إننا فى عصر لم تعد فيه المعجزات متوفرة وحاضرة فى حياتنا فإن لبنان العزيز ذاهب إلى ثلاثية الإفلاس المالي، الاضطرابات الاجتماعية، الصدامات الأمنية الدموية.
وأوضحت الصحيفة إن هذه الثلاثية تؤدى تقليدياً إلى 3 احتمالات ، وهى حرب أهلية تبدأ ولا تنتهي، مثل: أفغانستان، الصومال، اليمن ، أو تدخُّل قوى محلية مثل الجيش أو ميليشيا بدعم شعبي لإعلان الأحكام العرفية وإقامة نظام جديد بالقوة المسلحة ، أو تدخُّل قوة إقليمية عسكرياً أو قوات دولية بقرار أممي لفرض إرادة دولية على القوى المحلية.
وأشارت إلى أن هذه الاحتمالات ستؤدى إلى الفراغ ، أو الدماء ، أو التدخل الخارجي..مبينة أن كافة الاحتمالات مظلمة، مخيفة، ظالمة للشعب اللبنانى الصبور ولثورة شبابه ونضالهم من أجل إقامة دولة قائمة على العدل والإنصاف والقانون عابرة للطوائف والأحزاب والعائلات المتوارثة للسلطة والمال والبلاد والعباد.
منذ عام 1943 يكتشف نادى الفساد السياسى والمالى العائلي الطائفي الذى يمسك بالسلطة منذ إعلان الاستقلال حتى هذه اللحظة أن هناك قوى تم تغييبها قهراً لمدة 80 عاماً هي الناس ، فالشعب فى لبنان لم يكن أبداً حاضراً فى قصور السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية فى البلاد.
وقال التقرير إن الشعب لم يكن الموضوع الأول والأخير فى مجلس الوزراء ، فالشعب لم يكن ممثلاً فى برلمان الشعب.
لقد تم احتكار السلطة بالقهر والقوة والوعود الكاذبة والمماطلة وشراء الوقت من قبَل الطبقة السياسية الحاكمة.
نادٍ من 5 آلاف لاعب ولاعبة من العائلات التقليدية يتقاسمون السلطة، ويتبعون نظام محاصصة الفساد، تحت شعارات حماية الطوائف والمناطق والأحزاب، بينما الحقيقة أن المسألة من بدايتها إلى نهايتها مسألة توزيع واقتسام خزانة الدولة ونهب المال العام.
وأشارت إلى أنه لا يوجد صراع سياسى حقيقي أو تناقض فكري فى المضمون، لكن يوجد – بالفعل – صراع على السلطة بهدف الحصول على حصص فى المال العام ، فقد تم نهب الأراضي المشاع ووضع اليد عليها من كبار العائلات، تم نهب مشروعات بالأمر المباشر، وحدثت عمليات سمسرة بالمليارات في سفن ومولدات كهرباء، والشراء المباشر للطاقة، ومنح موانئ خاصة على المتوسط وإعطاء امتيازات حصرية لطوائف في المحاجر والجمارك والمطارات والكسارات والأملاك البحرية.
فكل شىء عام تمت استباحته مثل الصحة والاتصالات والأشغال العامة والغاز والسلاح والطائرات ، وتكوّن داخل هذا المجتمع تحالف مقدس وحديدي بين السلطة ورجال المال والمصارف والطوائف ، فسلطة، مال، طوائف.
ثلاثية تعمل ليل نهار من أجل مص دماء الشعب الذى أصبح حلمه إيجاد ربطة خبز، وسرير علاج، ومقعد دراسي، وشربة ماء نظيفة، وعدة ساعات من التيار الكهربائى ومازوت وبنزين للسيارة والعمل.
أن الفساد فى لبنان فى الأرض والماء والهواء، مما يذكرنا بعبارة نجيب محفوظ: إننا نستنشق الفساد مع الهواء، فكيف نأمل أن يخرج من المستقبل أمل حقيقي لنا؟!
وفي الوقت الذى تقدر معه ثروات لبنان المهربة للخارج القائمة على النهب والفساد بما يزيد على 250 مليار دولار أمريكي في 30 عاماً، أى بمعدل 8 مليارات دولار فى العام أى حوالي 750 مليون دولار – على الأقل – كل شهر، هناك من يناضل ليجد فرصة عمل أو أن يحصل على أدنى أجر ممكن فى اليوم الواحد!
الصراع الآن واضح، والتناقض الآن رئيسي وحاد للغاية بين طرفين، طبقة سياسية حاكمة رافضة تماماً للاستجابة أو التغيير، وشارع شعبي كفر بها وقرر أن يموت فى الشارع دفاعاً عن الحياة بدلاً من الموت من النهب والإهمال السلطوي.
هذه المعادلة ستنتهى، إن لم تحسم بقوى مرجحة أو غالبة، إلى الانفجار السياسي، والصدام الدموى، الذى يؤدي حتماً إلى سقوط مشروع الدولة والقفز إلى المجهول المخيف.
اتضح الصراع المدمر المرير الآن: سلطة ترفض التغيير حتى الموت، وحركة احتجاج وغضب مستعدة لفعل أى شىء بعدما تساوت لديها الحياة مع الموت.
إنها نهاية لبنان كما كنا نعرفه دائماً.
الوسومالمشهد اللبناني
شاهد أيضاً
بحضور المدير التنفيذي للمؤسسة الوطنية للإعلام: اختتام الدورة التي اقامتها هيئة الصحافة في مجالات الادارة الحديثة
اختتمت اليوم الخميس 21 نوفمبر بالهيئة العامة للصحافة الدورة التدريبية التي نظمتها الهيئة العامة للصحافة …