منصة الصباح

هذيان

براح

محمود البوسيفي

 كأن يلاحقك شبح سريع الانفعال، أو ذئب جائع، أو أفعى جريحة، أو أنثى غيورة، كأن تتبعك غيمة محملة بمطر حمضي، أو كانك تجلس مشلولا تحت سقف متصدع في مبنى شاهق، انت لا تستطيع الحركة فحسب، انت عاجز عن التفكير، ليس بوسعك رغم مهاراتك في الكلام ان تفتح حديثا مع الشبح سريع الانفعال، هو كما لعلك لاحظت يغضب لابسط الأشياء، وعندما يغضب يفقد حاسة السمع، خبراتك القديمة في الصيد لا تسعفك في التعاطي مع الذئب الجائع الذي يركض ورائك،  خوفك القديم من الزواحف يمنعك من رسم خطة للتخلص من الافعى الجريحة، ما انت عليه من فزع وارتباك وبهدلة لن يجعل الأنثى الغيورة تصدق لعثمتك، لا سقف في الجوار ينقذك من الغيمة الحمضية،.. لا بأس بمقدورك ان تمسح ذلك وان تبدأ من جديد..

أنت الآن وحيدا في مواجهة موجة عملاقة ( تسونامي)، أو تعثرك وسقوطك من شاهق، أو انك تقتعد سفح بركان غاضب، أو تورطك في عراك في زقاق معتم مع لكمات وركلات لا تعرف من أين تأتي، أو أن يباغتك كلب مسعور، أو أن يظهر لك أبناء غير شرعيين ويعرضون مطالبهم بنظرات لا أحد يستطيع وصفها بالطيبة.

لن نعيد ترتيب كيفية مواجهتك لكل هذه الاحتمالات اللطيفة، وندعوك للأستيقاظ وشرب القهوة.. والتفكير معنا.. ما العمل.

شاهد أيضاً

فئة الخمسين… وحال المساكين

باختصار بقلم د. علي عاشور قبل أيام انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي صور لقرار خازن …