يستضيف المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية، ضمن موسمه الثقافي لعام 2024م، محاضرة يلقيها الدكتور نورالدين الورفلي بعنوان “قداسة الأمانة في رسالة موري إلى إخوته الطوارق” الذي قام بترجمته للعربية، وذلك الأربعاء القادم 18/9/2024، على تمام الساعة الخامسة والنصف بقاعة المجاهد .
الكتاب لفابريتسيو موري يحمل عنوان (رسالة إلى إخواني الطوارق – LETTERA AI MIEI FRATELI TUAREG) الصادر عن منشورات المركز الليبي للمحفوظات.
وأشار الورفلي حول ترجمته للكتاب في منشور له سابق ،إن فابريتسيو عشق الصحراء الليبية، وأحب المجتمع الليبي التارقي حد الوله، وأحب كل الليبيين الذين عرفهم بكافة مشاربهم، واعتبرهم أخوته..
وحول ترجمة هذا الكتاب تحديدا يتبع الورفلي قائلا “لم أوافق على ترجمة الكتاب إلا بعد قراءته أكثر من مرة، كنت أهاب بعض الترجمات لأسباب كثيرة، على الرغم من أن في الترجمة فائدة عظيمة خصوصاً تلك التي تتعلق بالصدق في محتواها، ولا تنبش الهوية الليبية إلا بما تستحق، التاريخ الليبي في بعض صفحاته لوثه الظلم والكذب والأهواء في أحيان كثيرة، وحتى عند بعض الرحالة الأجانب من المستشرقين بالذات كانوا قد ظلموه وظلموا أماكنه وشخوصه.
وحول المؤلف فابريتسيو موري، يقول الورفلي : عالم كبير ومتخصص في الأركيولوجيا، يكتب بصدق، وبكل التفاصيل، ما اعترضه من حوادث ومغامرات منهكة، وهو المرفه في بلاده، والأستاذ الجامعي الذي كان بإمكانه أن ينعم بالراحة والرفاهية هناك، فاختار شقاء البحث وتعبه، أرسلته بلاده إلى أماكن عدة: القطب الجنوبي من العالم، والشمالي منه، وترحل إلى مجتمعات كثيرة، في أغلب أنحاء الكرة الأرضية، لكن انطباعاته عن الصحراء الليبية جاءت مختلفة وملفتة للنظر، فاختار البقاء فيها، ومرافقة أهلها، الذين يقول عنهم أنهم قلبوا حياته تماماً، وعلموه أكثر مما علمته له جامعات العالم وشعوب العالم الآخرى، موري الذي قادته راحلته إلى الصحراء الليبية في العام 1955، وبدأ في التنقيب منذ ذلك العام، يقول أنه لولا الطوارق ما كان له أن يعرف شيئًا، وما كان له أن يكتشف أعظم اكتشافات القرن العشرين، آثار شعوب الموهيجاج الليبية، ومومياءهم التي وجدها ملفوفة في رق غزال عند إحدى التجاويف الصخرية في وان اميل، عند وادي تشوينات العظيم، قبل ثمانية ألف عام.
يختتم الورفلي منشوره حول ترجمة الكتاب قائلا “بقي أن أشير إلى أن كتاب موري هذا جاء مقطوعة موسيقية منقطعة النظير، ساعدته على تأليفها قبائل وادي تشوينت “الموهوجاج” الليبية المتحضرة عمن سواها في عصرها المطير الذي دفنت فيه منذ تلك الحقبة قبل أكثر من 8000 عام أو يزيد).