تشارك الباحثة الليبية ورئيس تحرير منصة الليبي اليوم الإلكترونية، الأستاذة ابتسام اغفير، بدراسة علمية تتناول تطبيقات نظرية الحتمية التأويلية في الاتصال في الصحافة المكتوبة والإلكترونية، ضمن فعاليات الملتقى الدولي الافتراضي الأول «نظرية الحتمية التأويلية في الاتصال بين الأفق الإبستيمولوجي والواقع الإمبريقي» الذي ينظمه ويشرف منتدى الأصالة والتجديد في بحوث الإعلام العربية، وهو أول ملتقى دولي افتراضي تشارك فيه 45 جامعة عربية تمثل عشر دول عربية، وينعقد الملتقى يومي 15 و16 ديسمبر.
حملت الدراسة عنوان: “تأويل المعنى في الصحافة الليبية بين الرسمي والمستقل: مقاربة في تطبيقات نظرية الحتمية التأويلية في الاتصال على العنوان العريض (المانشيت) في صحيفتي الصباح والوسط”، حيث ركزت على تحليل كيفية تشكّل المعنى الصحفي من خلال التفاعل التأويلي بين النص الإعلامي والقارئ، مع إجراء مقارنة تحليلية للعنوان الرئيسي في صحيفتي الصباح الورقية الرسمية، والوسط الإلكترونية المستقلة.
وشملت الدراسة فترة زمنية تمتد من يوليو إلى سبتمبر 2025، وهي مرحلة شهدت، بحسب الباحثة، كثافة في الأحداث السياسية والاجتماعية، ما أتاح مادة تحليلية ثرية للكشف عن طبيعة الخطاب الصحفي وآليات صياغته في السياقين الرسمي والمستقل.
واعتمدت الباحثة على المنهج السيميائي ومنهج تحليل الخطاب، في إطار نظرية الحتمية التأويلية في الاتصال، للكشف عن مؤشرات الحياد أو الانحياز في المانشيتات المدروسة، استنادًا إلى أطروحات الباحث الجزائري الدكتور محمد النذير عبد الله ثاني، مؤسس النظرية، التي تنطلق من أن العملية الاتصالية لا تكتمل إلا بالفعل التأويلي الذي يمارسه المتلقي ضمن سياقه الثقافي والاجتماعي.
وأكدت نتائج الدراسة أهمية إدماج البعد التأويلي في الممارسة الصحفية، خاصة في ظل التحولات التي فرضتها البيئة الرقمية، مع التأكيد على دور القارئ بوصفه فاعلًا أساسيًا في إنتاج المعنى الإعلامي، وليس مجرد متلقٍ سلبي، الأمر الذي ينعكس على مصداقية الخطاب الصحفي وفاعليته في المجال العام.
يذكر أن منتدى الأصالة والتجديد في بحوث الإعلام العربية، هو منتدى عربي يهدف إلى تنمية قدرات الباحثين وتشجيعهم على ارتياد مجالات بحثية جديد، ودعوة الكليات والمعاهد والأقسام إلى إشاعة الوعى بضرورة وجود أجندة بحثية مستقبلية، ورصد وتحليل الاجتهادات والإضافات المعرفية والنظرية والمنهجية في بحوث الإعلام، وإصدار تقارير دورية وعقد سيمنار علمي دوري وورش عمل حول الاتجاهات الحديثة في الأطر النظرية والمنهجية، للتحول من النمطية إلى التجديد والإبداع في مدرسة الاتصال والإعلام العربية.
ويأتي الملتقى في إطار توجه المنتدى لدعم الإبداع التنظيري في بحوث الإعلام العربية، وتشجيع الإسهامات العلمية الساعية إلى مواكبة التحولات الرقمية المتسارعة، مع مراعاة الخصوصية الثقافية والسياقات المحلية، والدعوة إلى تطبيق النظريات الإعلامية العربية وبناء نظرية سياقية قادرة على تفسير التحولات الرقمية وربطها منهجيًا بالواقع المحلي.
ومن المقرر أن يكرم الملتقى الدكتور محمد النذير عبد الله ثاني، مؤسس نظرية الحتمية التأويلية في الاتصال، على أن تتبع ذلك ملتقيات دولية أخرى لتكريم ومناقشة إسهامات عدد من المنظرين العرب، من بينهم الدكتور عبد الرحمن عزي مؤسس نظرية الحتمية القيمية، والدكتورة مي العبد الله مؤسسة نظرية المتاهة في وسائل التواصل الاجتماعي، والدكتور محمد سعد إبراهيم مؤسس نموذج المناعة والممانعة الرقمية، بوصفه أول نموذج نقدي عربي لتفسير ديناميكيات تشكيل الهوية في الفضاء الرقمي.
منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية