منصة الصباح

نحو استشراف طفولة خالية من العنف

 

يعدّ العنف ضد الأطفال ظاهرة قديمة وحديثة ، وأخذت اهتمامًا كبيرًا على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي ، وقد تزايدت بصورة جلية بسبب ما شهده العالم من تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وفكرية، وما يعانيه من حروب وأزمات، ما دعا المنظمات الدولية والمحلية الاهتمام بهذه الظاهرة ومعالجة الأسباب التي تؤدي إليها من خلال إصدار العديد من التشريعات المحلية والدولية التي تعنى بحماية الطفل .

وإيمانًا بالدور التي تقوم به منظمات المجتمع المدني في الاهتمام بالطفل وحقوقه ومنها «منظمة طموحي للتأهيل والتدريب والثقافة» التي أشرفت على المؤتمر العلمي في ليبيا حول العنف ضد الأطفال بالتعاون العلمي مع جامعتي طرابلس والزيتونة للوقوف على حجم هذه الظاهرة واقتراح الحلول العلمية لمعالجتها من خلال التوصيات والمقترحات التي توصل لها المؤتمر مما يسهم في خلق طفولة خالية من العنف .

وقد صدرت مؤخراً مجلة الأبحاث العلمية الدراسة العلمية التي تحمل العنوان «العنف ضد الأطفال ..نحو استشراف طفولة خالية من العنف»، التي اعدتها الأستاذة فاطمة حامد السيليني، واشتملت على العديد من البحوث المقدمة من المختصين من داخل ليبيا وخارجها والتي تهتم بشؤون الطفل.

حول مفاهيم هذا العمل والجوانب والمرتكزات التي تم تناولها في البحوث المقدمة وطرح القضايا المهمة المتعلقة بأشكال العنف الواقع على الأطفال والأسباب والعوامل المسببة..

 كان للصباح هذه المساحة التي سبرت فيها آراء المشاركين والمختصين :

د. علي الحوات/ أستاذ علم اجتماع بجامعة طرابلس : –

المجتمع الليبي يعيش بشكل أو آخر الآن في ثقافة العنف التي قد تسبب في الكثير من أشكال العنف ضد الأطفال في الأسرة أو المدرسة او برامج الإعلام ولذلك هي رصد مصادر العنف ومعالجتها، ولابد من تحديد مظاهر العنف والاعتداء ضد الأطفال في الفضاء الاجتماعي العام وفي الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام لمواجهته بطريقة علمية الأمر الذي يحتاج تدخل جهات الاختصاص في وضع استراتيجية وطنية لمنع الاعتداء والعنف ضد الطفل وجلب كل مايعرض الاطفال للاعتداء والعنف إلى دائرة القضاء والقانون .

الأستاذة انتصار العجمي أبولقاسم/ عضو هيئة تدريس جامعة طرابلس – كلية التربية 

مرحلة الطفولة من أهم مراحل النمو والقرآن الكريم دعا لحمايتها والعناية بها منذ كونه جنينًا في بطن أمه والاعتناء بالطفل اليتيم وتقديم منهج تربوي ووقائي للطفل، وترشيد الآباء على تربية أبنائهم وتعليمهم وحمايتهم من الجهل.

الدكتور عمر موسى بوحرده/رئيس قسم علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم/القبة :

التنشئة الاجتماعية يجب أن تتوسط بين الشدة واللين والتدليل والقسوة والمساواة والعدل بشكل عام ، والمقومات الأساسية للنمط الجيد للتنشئة الاجتماعية للطفولة هي الاعتدال في المعاملة ومعرفة قدرات الطفل والتفاهم بين الأب والأم والضبط المعتدل والحزم والتواصل والحب والعقاب البدني أحيانا والمكافأة وإعطاء تفسيرات للسلوك والقواعد .

وعندما يبلغ الطفل سن الرشد يجب على الآباء أن يتفطنوا لهذه المرحلة جيداً، ولعل أجدادنا تفطنوا لهذه المرحلة إذ قالوا في أمثالهم الشعبية « ولدك كان شب خاويه» أي عندما يصبح شابًا تعامل معه كأخ ولابد من استشارتهم بل والأخذ في بعض الاحيان برأيهم .

شاهد أيضاً

الكوني يشارك نزلاء دار الوفاء لرعاية العجزة والمسنين مأدبة افطار جماعي

أجرى النائب بالمجلس الرئاسي موسى الكوني، رفقة وزير الشؤون الاجتماعية وفاء الكيلاني، ومدير دار الوفاء …