بقلم /سليم يونس
إنها محاولة للإضاءة على الأحداث والمواقف من زوايا أخرى، بقراءة تستهدف استنطاق الأقوال والتصرفات بما لا يفصح عنه ظاهرها، من خلال مشاكسة الظاهر من اللغة، بتفكيك محتواها عبر طرح الأسئلة المخالفةالتي ربمالا ترضي الكثيرين، كونها تفتح نافذة للتفكير ربما المفارق .. ولكنه فيما نعتقد الضروري، من أجل أن نعيد لفضيلةالسؤال والتفكير قيمته.. أليست مشاكسة؟.
تبرير العدوان
أدان مصدر سعودي مسؤول ما سماها الهجمات التي شنتها جماعات مدعومة من إيران ضد القوات الأمريكية في العراق.
واعتبر مسؤولون سعوديون أن غارات الجيش الأمريكي نفذت ردا على مقتل متعاقد أمريكي مدني في هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية عراقية.
مشاكسة… لماذا حشرت السعودية ومن قبلها البحرين نفسيهما في الخندق الأمريكي تأييدا لادعاءاته وضد أشقائهما في العراق؟ ثم هل يجب أخذ كل ما تقوله الإدارات الأمريكية من بعض العرب على أنه الصواب المطلق؟ ثم ألم تحاول بعض الدول العربية الاتعاظ من درس غزو واحتلال وتدمير العراق بكذب أمريكي موصوف مفضوح، والكف عن لعب دور المطايا في خدمة سياسات الإدارات الأمريكية ومصالحها حتى غير المشروعة منها؟ ثم ما هو التوصيف الأخلاقي والديني والسياسي والقانوني للوجود الأمريكي في المنطقة وفي العراق وسوريا؟ ألا يعتبر وجود تلك القوات وجود احتلالي في سوريا بشكل صريح وفي العراق كون الإدارة الأمريكية تجاوزت الاتفاقيات الأمنية بينها وبين العراق؟ ثم ألا ينص القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة أنه لا حرمة لأي قوات احتلال، وُجدت في أي بلد رغم إرادة أهلها، أو مارست التدليس للتغطية على هذا الوجود؟ ثم كيف تبرر السعودية موقفها المؤيد للعدوان الأمريكي، فيما البرلمان العراقي يبحث طرد القوات الأمريكية وإغلاق السفارة الأمريكية؟
لغة مفارقة…!
وصفت حماس قرار نقل تسجيل الأراضي داخل المستوطنات، ممن تسمى «الإدارة المدنية» التابعة للاحتلال إلى وزارة القضاء الإسرائيلية، بـــ»الخطر والجريمة ضد الأرض والإنسان»، و»استمرار عدوان الاحتلال وعنجهيته لتغيير معالم الضفة الغربية».
مشاكسة… أليست مضحكة ومحزنة في الوقت ذاته، بيانات الفصائل الفلسطينية عندما يتعلق الأمر بالعدوان الصهيوني؟وهل تسجيل الأراضي المحتلة هو الذي يشكل الخطر الدهم والاستثنائي؟ وماذا عن آلاف القرارات التي نفذت في كل بقعة من فلسطين التاريخية، بما فيها الضفة المحتلة التي تخشى عليها حماس؟ ثم هل فقط هو تسجيل الأراضي الذي يشكل جريمة على الأرض والإنسان، في حين أن الاحتلال هو أعلى أشكال الجرائم التي ترتكب ضد الإنسان، كون جريمة الاحتلال هي الأسبق والأشد وهي تحتوي كل الجرائم؟ ثم ماذا يقصد مسؤول حماس «بعنجهيته»، وهل هي المفهوم المناسب للتعبير عن الواقعة؟ثم أليس هو احتلال…وأنه عدو مجرم قاتل..وهذا التوصيف يحفظه كل طفل فلسطيني، كون العلاقة معه هي علاقة صراع قائم على النفي، وأنه لا مجال والحال هذه لحديث الهنجهية؟ ثم ألا يعتبر نوعا من التبسيط والحشو اللغوي، والاختزال الذي يشوه الوعي،ـ الحديث عن خطر تغيير معالم الضفة، فيما كل فلسطين تعاني ذلك منذ عام 1948؟ وهل سيمنع أي تغيير مهما كان، من اقتلاع السرطان الصهيوني من جذوره؟ وإلا لماذا نصر على التحرير من النهر إلى البحر؟!