زكريا العنقودي
كان من ضمن المحظوظين الذين تحصلوا على إيفاد لكندا في مفتتح الثمانينات .
التقى بها في الجامعة ورغم إنجليزيته الركيكة أحبته وبدوره احبها ومن ثم تزوجها فزارت به كل أرجاء كندا ( اوتوا كيبك شلالات نياغراء ) .. دخلت به أمريكا بل وصلت به لأقصى جنوبها إلى تكساس و كاليفورنيا
وكلما سألته
عجباتك الرحلة هل أحببت المكان ?
فيجيبها رحلة جميلة جدا ومكان أجمل .. لكنها أبدا ابدا لا تشبه طاسة شاهي تحت الزيتونة بقريتي بليبيا ! .
ومن كثرة ما كرر عليها ذلك في كل تجوالها به سألته يوما لتسعده
_حبيبي شن رايك في الإجازة نمشوا لقريتك في ليبيا ونشوفوا طاسة شاهي تحت الزيتونة ?..
فرح كثيرا وأسرعا في الإجراءات لتجد نفسها مع حبيب القلب بسيارة تشق الطريق من مطار طرابلس الدولي باتجاه تلك القرية البعيدة في أقصى فيافي ليبيا .
بعد استقبال حافل من أهله بها كعروس التقطت بعض الصور لكل شئ إعجبها في كل ذلك المظهر كونها حسبته على الفلكلور لكنها وقبل منامهما بالغرفة التي خصصها له اهله همست بأذنه .
_حبيبي غدوة ضروري ترفعني لطاسة شاهي تحت الزيتونة .
أجابها
حاضر حبيبتي ولا يهمك الصباح ربٌاح ..
في الصباح وجدها متلهفة تنتظره كفرس بكامل ركابها خرجت خلفه فاتجه صوب تنور بيتهم العربي سحب بعض الجمرات منه وضعها بقلب كانون معدني بعد ذلك أخد بيده شكارة بياض وشكارة أخرى بها براد مستكحل زي أيامنا السود توا وباقي المعدات ( بِدون مية سكر شاهي أحمر) ووضع الكل بشوال علفة.. ومن جوار باب البيت التقط حصيرا ووضعه على كتفه . ثم سحبها من يدها وذهب بها بعيداً متجهاً إلى آخر حد بأرضهم تماما حيث يمر الوادي .
استمر يسحبها من يدها بيد وبالأخرى كان يحمل منقل النار وشوال المعدات وفي كل الطريق لم يتوقف عن الالتفات يمينة ويسارا خوفا من أن يرى زوجته الكندية الجامحة كاشفة الشعر والمتبرجة لابسة السروال أحد الرعاة أو مار من الجيران .