بقلم / عبد الباري رشيد
- في الوقت الذي يرصد فيه المراقبون حجم الاهتمام الاوروبي بالملف الليبي وعلى مختلف المستويات بداية من قمة الاتحاد الأخيرة المنعقدة في بروكسل يوم 14/ 12 الماضى ومروراً بالتصريحات شبه اليومية للدبلوماسية الأوروبية ، ووصولاً إلى قرار الاتحاد الخاص بالوفد رفيع المستوى الذى يضم إلى جانب المسؤول السامري للسياسة الخارجية -بوريل – كل من وزراء خارجية ، بريطانيا المانيا إيطاليا وفرنسا وتقررله إجراء محادثات في طرابلس مع حكومة الوفاق..
في هذا الوقت الذي يرصد المراقبون فيه كل ذلك التحرك لوضع حد لحالة العدوان وعدم الاستقرار في ليبيا نجد أن جامعة الدول العربية في اجتماعها الاخير على مستوى المندوبيين وهو الاجتماع الذي يكاد يكون ((الوحيد)) منذ العدوان على طرابلس قبل تسعة أشهر – وما خرج عنه من مغالطات أصابث ميثاق الجامعة ذاته في الصميم .
فالبيان الصادر عن الاجتماع المشار اليه أظهر مدى عجز جامعة الاقطار العربية وتجاوزها للحقائق والوقائع على الساحة الليبية .
وهو ما أشارت إليه – مثلاً – مصادر وزارة خارجية حكومة الوفاق التى ذكرت تعقيبا على البيان المذكور – بأن دعم دول مُعينة للمعتدي – مصر والإمارات – يُعد اكبر خرق لميثاق الجامعة ، وكان الاجدر بحسب مصادر خارجية الوفاق بالجامعة العمل على حل النزاعات والمشاكل التى تقع داخل الاقطار العربية .
فالامين العام للجامعة لم يُقدم أية مبادرة لوقف العدوان على العاصمة الليبية - وماخلفه من دمار وخراب وقتل للمدنيين – ونزوح جماعي للمواطنين من ضواحي العاصمة وما رتبه من تاثيرات مادية ومعنوية - أوحتى إرسال المبعوث لبحث سبل التسويه السياسية – وتمضى مصادر خارجية الوفاق إلى التذكير بأنه لم تُسجل للامين العام أيه زيارة طوال السنوات الماضيه لليبيا
- على الرغم من إلحاح وطلب حكومة الوفاق – وبأن امانة جامعة الاقطار العربية باتت رهينة لدوله المقر !!
ومن هنا وحسب المراقبين أيضاً يبرز الموقف الأوروبي ((القوى )) في مواجهة موقف جامعة الاقطار العربية الضعيف بل والمتواطئ إلى درجة التجاهل الكامل للملف الليبي برمته – والدماء التى سالت ولا تزال تتسيل طوال تسعه شهور من العدوان والذى طال كل شيء، بحيث لم يسلم المدنيين منه وكان آخر ضحاياه مجزرة طلبه الكليه العسكرية يوم 4-1 الجاري والتي راح ضحيتها اكثر من 30 شهيداً فضلاً عن إصابه أكثر من 33 آخريين
-فالموقف الاوروبي المرصود في الفترة الاخيرة – وحتى منذ بداية العدوان علي عاصمة كل الليبيين – والذي تتجاوز تأثيراته الحدود الخغرافية لليبيا - إلى أوروبا وإفريقيا – باعتبار ليبيا بوابة شمالية للقاره السمراء والشاطيء الجنوبي للبحر المتوسط – ذلك الموقف كان ولايزال مُنسجماً مع موقف حكومة الوفاق وثوابتها ،، ومرجعيتها التي أكدت من خلالها على ضرورة وقف العدوان ، وعودة القوات من حيث أتت قبل الحديث عن أي حل سياسي ، وبأنها ملتزمة بالدفاع عن العاصمة وكافة المدن الليبية - في مواجهة العدوان الارهابي ، ونجحت بالفعل خلال السنوات القليلة الماضية في القضاء – مثلاً – على تنظيم «داعش» في مدينة سرت وقدمت أكثر من 800 شهيد في عملية البنيان المرصوص لتحرير المدينة من قبضة الارهاب ومثل هذه الثوابت والمرجعيات باتت معروفة ومُعلنة من طرف حكومة الوفاق في كافة اللقاءات والحوارات سواء مع المبعوث الأممي سلامه أومع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين زار معظهم طرابلس في اوقات متقاربه أوحتى من خلال الحضور الدبلوماسي الليبي للمنتديات الدوليه المختلفة والتي من بينها على سبيل المثال منتدى ((الحوار )) المتوسطي الملتئم في روما أوائل ديسمبر الماضي حيث أعلن وزير خارجية الوفاق.
على هامش مشاركة ليبيا في المنتدي وخلال مقابله مع وكالة الانباء الايطالية ((نوفا )) بأنه لايوجد إلاحل واحد للملف الليبي وهو « وقف » العدوان والمضي في الاصلاح السياسي والاقتصادي واشار أيضاً الى انه يجب أولاحل الانقسامات داخل مجلس الامن الدولي وبأن الحل الامثل الآن هو وقف العدوان بشكل «عاجل » ثم البدء في المسار الذي حددته الامم المتحدة فالأزمة ليست ليبية صرفه بل تتطلب حلاً دولياً .
قيل التوجه الى الليبيين في اشارة واضحة الى عجز مجلس الامن بصفة خاصة بل ووصوله الى حاله « العقم » كما وصفه بها المبعوث الأممي سلامة في اكثر من مناسبة …
فالمجلس ظل عاجزاً بالفعل عن اتخاذ قرارات « حاسمة» ومُلزمه بوقف العدوان وظلت الازمة تراوح في مكانها بل وذهبت للأسوأ طوال التسعة شهور الماضية وحتى هذه اللحظات التي يشهد فيها العالم كله المجازر التي ترتكب في حق المدنيين والمؤسسات الحيوية للدولة الليبية .
كل تلك المسائل كانت ولاتزال الدافع القوي وراء التحرك الدبلوماسي الأوروبي سواء من خلال زيارة الوفد رفيع المستوى الذي يضم وزراء خاجية كل من بريطانيا وألمانيا وايطاليا وفرنسا المرتقبة الى طرابلس ، وما سبقه أيضاً من تحركات على مستوى القمة في الاتحاد الأوروبي في «بروكسل» منتصف ديسمبر الماضي حيث ذكر في حينه المتحدث باسم الحكومة الألمانية بأن بلاده تسعى لدعم مساعي السلام للمبعوث الأممي عبر مبادرة «برلين» التي تتعلق بتنظيم مؤتمر دولي خلال النصف الثاني من يناير الجاري يمكن من خلاله وضع الأطر اللازمة لعملية سياسية ليبية بوساطة أمميةّ .