منصة الصباح

معلمة رسم

بوضــــوح

عبد الرزاق الداهش

كيف يمكن لمعلمة رسم أن تتقاضى مرتبا أعلى من المهندس الزراعي، والممرض، وحتى طبيب الصحة العامة،

سؤال استنكاري والمعني هي مادة الرسم، وليست المعلمة، وإلا لماذا لم يتم استدعاء معلمة التاريخ لمقارنة كهذه.

شعوب المنطقة العربية هم الأكثر تبجيلا للتاريخ، على منطق “من لا ماضي له لا حاضر له”، وهو المنطق الذي تفنده بجدارة، الحقيقة الامريكية.

ازدراء مادة الرسم يعود على الارجح  لنفس اسباب الاحتفاء بالماضي، والذي يعاد  تفصيله كل مرة، ربما كسلوك تعويضي.

والسؤال: هل تستحق مادة الرسم هذا الازدراء، حتى من معلم أو معلمة الرسم؟

الذي صمم شكل السيارة، والساعة، وعلبة الحلوى، والهاتف المحمول، وكل شيء على هذا النحو من الجمال والأناقة هو الرسام، يعني ليس تاجر السيارات، أو سمسار العقارات، او استاذ التاريخ.

لا يمكن ان يكون معماريا على قدر مرتفع من العبقرية ما لم يكن رساما، ليس فقط لموهبته، بل لأن مادة الرسم تمنحه القدرة على التخيل، والتجاوز، وتربي ذائقته الفنية.

لهذا مادة الرسم ليست زائدة تعليمية، إلا بالنسبة لشعوب لا تقدم أي مساهمة في منتجات الحضارة.

انها الشعوب التي تنصب خيمتها في صحراء الماضي، دونما أي قيمة مضافة للحضارة.

شاهد أيضاً

وفد صندوق دعم الإعلاميين يزور عميد المصورين محمد كرازة

زار وفد من صندوق دعم الإعلاميين مساء اليوم الخميس، منزل عميد المصورين الليبيين الصحفي محمد …