منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
صادق البرلمان الإيراني، مساء السبت 21 يونيو، على قرار غير ملزم يدعو إلى إغلاق مضيق هرمز، في خطوة تصعيدية جاءت بعد ساعات من تعرض منشآت نووية إيرانية لقصف جوي يُعتقد أنه نفذته الولايات المتحدة.
القرار ينتظر توقيع المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ليصبح نافذًا، وسط تحذيرات إقليمية ودولية من تداعياته الخطيرة على حركة الملاحة العالمية وأمن الطاقة.
ويُعد مضيق هرمز أحد أهم الممرات البحرية في العالم، حيث يمر عبره ما يزيد عن 20٪ من صادرات النفط العالمية المنقولة بحرًا.
ويُشكل منفذًا حيويًا لدول الخليج، مثل السعودية والإمارات والكويت وقطر، لتصدير نفطها وغازها نحو الأسواق العالمية.
القرار الإيراني بإغلاق المضيق، في حال تنفيذه، قد يُحدث هزّة عنيفة في أسواق الطاقة، إذ تشير تقديرات اقتصادية إلى إمكانية ارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 150 دولارًا للبرميل، وهو ما قد يُشعل موجة تضخم عالمي ويهدد بانكماش اقتصادي واسع، على غرار أو أسوأ من أزمة 2008.
وحذّرت الولايات المتحدة من أن تنفيذ القرار سيُعد “عملًا عدائيًا خطيرًا”، فيما طالبت الصين على لسان دبلوماسييها طهران بـ”ضبط النفس وتفادي التصعيد الذي قد يهدد استقرار المنطقة والعالم”.
إلى جانب التلويح بإغلاق المضيق، ردّت إيران خلال الساعات الماضية على الهجمات التي طالت منشآتها النووية، بإطلاق صواريخ باليستية بعيدة المدى من نوع “خيبر” و”خرمشهر” باتجاه أهداف داخل الأراضي المحتلة، من بينها مطار بن غوريون وتل أبيب ومدينة حيفا، بحسب الإعلام الرسمي الإيراني.
وتحدثت مصادر إسرائيلية عن وقوع أضرار مادية جسيمة، لا سيما في مدينة نيس زيونا، حيث يُعتقد أن أحد الصواريخ أصاب معهد الأبحاث البيولوجية، لكن لم تصدر حتى الآن بيانات رسمية تؤكد أو تنفي وقوع تسريبات بيولوجية.
المواقف الدولية تتسارع في التحذير من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة شاملة، خصوصًا مع دخول روسيا على خط التصعيد، إذ صرح نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي بأن “العالم يُدفع نحو صراع شامل”، ملوّحًا بإمكانية تقديم دعم غير مسبوق لإيران إذا تطلّب الأمر.
من جهته، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التصعيد الأخير بأنه “إشارة خطيرة إلى اقتراب العالم من حرب عسكرية عالمية جديدة”، داعيًا إلى تحركات دبلوماسية عاجلة لاحتواء الموقف.
حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم يصدر عن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قرار رسمي بشأن تفعيل إغلاق مضيق هرمز، غير أن المراقبين يرون أن طهران تستخدم هذه الورقة في إطار ردع استراتيجي ورسالة ضغط على القوى الغربية، ما يضع المنطقة والعالم أمام لحظة دقيقة ومفتوحة على جميع الاحتمالات
