بلا ضفاف
عبد الرزاق الداهش
تقدم رجل في العقد الخامس من عمره بمخطوط لإدارة المطبوعات، للحصول على إذن بطباعته.
كان المخطوط يتضمن شطحات، لمدعي النبوة، الامريكي المصري رشاد خليفة، عن الرقم 19، وإن محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وليس المرسلين.
كان صاحب المخطوط الذي اظهر إيمانه برشاد خليفة شخصية مشتتة، يقفز من فكرة إلى فكرة، بدون أي حضور ذهني،
كنت مدعوا من قبل الصديق محمد الورفلي الذي يتولى إدارة المطبوعات، لحلقة نقاش مع المؤلف المزعوم.
كان أمام مسجد، ومعلم قرآن، وضابط من الأمن الداخلي ضمن جلسة المناقشة بمكتب صديقنا محمد.
لم يكن المخطوط إلا شتات أفكار، بجمل ضعيفة، ولغة مفككة، ورغم التجرؤ على الدين، كان أقل من أي مستوى للنقاش.
كان معلم القرآن يجهد نفسه في إقناع صاحب المخطوط بفساد أفكاره، مستندا على نصوص قرآنية.
أما إمام الجامع فقد أخذ من جهته يدعو الرجل إلى التحرر من هذه الافكار الضالة، وإعادة تجديد إيمانه.
كان لرجل الأمن اسائله، أو شكوكه غير المواربة، فمن يدري قد يكون صاحب المخطوط ليس وحده، على هذا النحو من الاستفهامات الأمنية.
أخذ وقتا مستقطعا لتوجيه بضعة أسئلة، كنت اراها ضرورية.
سألت الرجل: هل أنت متزوج؟ فقال: لا.
سألته: هل لديك منزل؟ فقال: لا.
سألته: هل لديك وظيفة؟ فقال: لا.
قلت لهم: هذه هي مشكلته.
مشاكل الناس بسيطة غالبًا، معاش، سكن، سيارة تلبي المطلوب، أقصد لا علاقة لها بفلسفة اللاهوت، ولا الناسوت.