منصة الصباح

مؤسسات مجتمع مدني

مؤسسات مجتمع مدني

بلا ضفاف

عبد الرزاق الداهش

كل ثلاثة أو اربعة شباب يضعون حقائب اللاب تب على أكتافهم، (وأينك) يا منظمة دولية، ولله يا داعمين.

هذه ليست مؤسسات المجتمع المدني، بل هذا من اضر بهذه المؤسسات.

خلال الحروب وجدنا جمعية الهلال الأحمر، وبنوك الدم، أكثر من وزارة الصحة.

وفي السلم وجدنا حركة الكشافة تربي صغارنا، على الانضباط، وثقافة التطوع، أفضل من وزارة التربية والتعليم.

بيوت الشباب، ودور الايتام، والدفاع عن المحيط، وحماية المستهلك، كلها منظمات أهلية باتت أكثر من مهمة.

زمن ربوبية الدولة، والحكومة الراعية، التي تطعم، وتداوي، وتحدد سعر الخبز، والبقدونس، وتبرم عقود الزواج صار من الماضي.

الآن زمن جمعيات حماية المستهلك، التي تدير قوى الاستهلاك في مواجهة تغول السوق، والاحتكار، والرداءة.

أما الحرس البلدي فقد تقلص دوره في زمن التنافسية، والجودة، وميكانيزم السوق، والمعايير الدولية.

مؤسسات المجتمع المدني تؤدي وظيفة مكملة لدور الحكومة، وليست بديلاً عنها، أو مناهضاً لها.

هي أفضل سند للدولة في رصد الأخطاء، في رصد الانتهاكات، وليست حزبا سياسيا يتصيد غلطات الحكومة ميم أو صاد.

منظمات المجتمع المدني ليست مؤسسات سياسية، ولا ربحية، زد على ذلك أنها ليست وهمية.

أما مؤسسة في صندوق سيارة، وأخرى في جهاز ايباد، وهات يا حملة تسول، فهذا لا علاقة له بالعمل الأهلي.

نعم نحتاج لمن يتطوع لحماية الفئات الهشة، والكتاب، والشجرة، والهواء النظيف، وحتى رصيف المشاة.

جمعيات الوجاهة الاجتماعية، والواجهة الحزبية، والتسول، ليست جمعيات، وليست خيرية.

شاهد أيضاً

الروايات بخوتْ

جمعة بوكليب زايد…ناقص حين صدرتْ روايته الأولى(خبزُ على طاولة الخَال ميلاد) منذ سنوات قليلة مضت، صار …