د ابوالقاسم عمر صميده
لا افهم لماذا يبدأ الحضر من الساعه الثانيه فى بلد واسع لا يعانى تكدس او زحام شديد فى كل الأماكن ؟ فتحديد الحضر من الساعه السادسة للثانية ظهراً يحتاج لمراجعه لسببين ؛ الأول ان بلادنا لا تعانى من تفشى الوباء بكيفية تتطلب تقييد كبير للحركة، وليس فيها بؤر للفيروس، والثانى ان الطبيعة الليبية او لنقل الحالة الليبية لا تساعد على انتشار الوباء ، فلا احتكاك بالاجانب ولا اتصال بالعالم مباشرة بحكم الحرب وبحكم غلق المطارات والحدود البرية ، وبذا فإحتمالية تفشى الفيروس ضئيلة جداً، صحيح ان الحرص مطلوب ، والحذر واجب ولكن ليس هناك ضرورة ملحة لفرض حضر بداية من الساعة الثانية ، فهو وقت قصير ويسبب ربكة بل ولأن وقت رفع الحضر قصير فهو يسبب فى توتر وزحام لحرص الناس على الخروج والعودة الى منازلها فى زمن قليل ،، وبمناسبة تعامل الدول مع هذا الوباء وتخبطها فى مواجهته ، فلنا ان نسأل ؛ لماذا يتم سلب اختصاصات وزارة الصحة ومنحها لغيرها من المؤسسات ؟ فما علاقة بعض الجهات كشركات الاتصالات والمحمول والنفط ماعلاقتها بالوباء حتى تقوم بشراء واستجلاب الاجهزة والمعدات الطبية ؟ هل تعرف تلك الجهات احتياجات المستشفيات واللوازم الناقصة ؟ هل تملك معلومات عن اماكن التخزين وطرق الاستخدام والصيانة ؟ هل تعرف تلك الجهات ان الصحة هى منظومة متكاملة تبدأ من المكان ( مستشفى او عيادة او مأوى ) وتنتهى بالأطباء والممرضين والمساعدين التقنيين وحتى الإداريين وعمال الخدمات والتعقيم ؟ نحن نعلم ان الامراض والأوبئة يتم مواجهتها وفق منهج طبي علمى ، والجهة الوحيدة التى يخولها القانون والمنطق وضع استراتيجيات للتصدى للاخطار الصحية والتعامل معها ومعرفة المطلوب هى الصحة وكوادرها الطبية وهيآتها ، فهى التى تعرف الاحتياجات والمواصفات والنواقص، وبالتالى فدخول جهات أخرى يطرح علامات استفهام ، ويجعلنا ننظر للأمر على انه تصرّف غير شرعى مهما كانت مبرراته ، فهو يشبه قيام وزارة الزراعه على سبيل المثال باستجلاب ادوات مدرسية ، ويشبه قيام وزارة التعليم باستيراد اسمده للمزارعين ! ان هذا نوع من العبث وسوء الإدارة ولا يمكن ان يستمر ، واذا كنا نتمنى ان تقوم الجهات المختصة بتحمل مسؤلياتها وفق ما يخوله لها القانون فإن الأمنية الاكبر هى ان لا ينتشر الوباء وان تتوقف الحرب ، فمن غير المنطقى ان يستمر القتال والناس تعانى الوباء ، ومن غير المنطقى ان تستمر معاناة المهجرين والنازحين ونحن على أعتاب شهر رمضان المبارك ، أليس منكم رجل رشيد ؟