منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
تقرير| هدى الغيطاني
في مثل هذا اليوم حددت الأمم المتحدة 26 من كل عام، يوما عالميا للطاقة النظيفة، وذلك ليكون دعوة لتنمية وعي الناس وحشدهم للعمل للانتقال العادل والشامل إلى الطاقة النظيفة أو المتجددة بما يعود بالنفع على الناس والكوكب.
ويوافق يوم 26 يناير أيضا تاريخ تأسيس الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وهي وكالة حكومية دولية عالمية تأسست في عام 2009 لدعم البلدان في تحولاتها في مجال الطاقة، وهي كذلك منصة للتعاون الدولي، ولتوفير البيانات والتحليلات بشأن تقانة الطاقة النظيفة، والابتكار والسياسة والتمويل والاستثمار.
ولكن ماذا عن تحول ليبيا للطاقة النظيفة أو المتجددة كما تُسمى في بلادنا؟
في هذا الصدد أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، في نوفمبر الماضي أن حكومته “اعتمدت ميزانية هي الأكبر في تاريخ قطاع النفط بهدف تطوير قطاع الطاقة”، وذلك خلال فعليات إطلاق استراتيجية الطاقات المتجددة وكفاءة الطاقة، والتي جرى فيها الإعلان عن تشكيل الدبيبة خارطة طريق حقيقية للسياسة الوطنية للطاقات المتجددة.
كما وجه رئيس الحكومة حينها المؤسسة الليبية للاستثمار لبدء الاستثمار الحقيقي في قطاع الطاقات المتجددة، داعيا لتوسيع التعاون العالمي في هذا القطاع، كما كشف عن التعاقد مع شركة توتال إينرجي لتنفيذ أول مشروع لإنتاج 500 ميغاوات، وجرى تسليم الموقع لبدء التنفيذ، وأشار إلى توقيع ثلاث اتفاقيات مع مالطا وإيطاليا لتنفيذ خط بحري وتوصيل الطاقة المتجددة لأوروبا.
فيما كشف رئيس جهاز الطاقات المتجددة عبد السلام الأنصاري في تصريحات لها منذ أيام، عن سعي ليبيا لإنتاج 20% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2035، مبينا أن خطة بلاده تتضمن 3 مراحل رئيسية للوصول إلى طاقة إجمالية تبلغ 4 جيجاوات من المتجددات وتستهدف المرحلة الأولى 1.7 جيجاوات بحلول 2027.
الأنصاري أعلن أيضا عن إطلاق مبادرة جديدة باسم “Go Green” لتركيب أنظمة شمسية على أسطح المنازل والمنشآت، حيث ستركز الاستراتيجية على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لكنه تعرض إلى بعض التحديات التي تواجه هذه الخطة الطموحة والتي تتعلق بالتشريعات والتمويل.
وفي أكتوبر 2023 أكد جهاز الطاقات المتجددة عمله على استغلال المصادر المتاحة من الطاقات المتجددة خاصةً الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بهدف تنفيذ عدد من المشروعات الريادية في ليبيا، موضحا أنه قام بتوقيع اتفاقيات تعاون مع عدة شركات دولية للتدريب والتطوير و تنفيذ المشاريع، ومن بين هذه المشاريع التي تصب في المخطط الاستراتيجي، مشروع إنشاء محطات طاقة شمسية مربوطة بالشبكة العامة للكهرباء بقدرة 170 ميجاوات في عدد من المواقع، وكذلك مشاريع استثمارية لتنفيذ محطات طاقة شمسية مربوطة بالشركة العامة للكهرباء بإجمالي قدرة 1500 ميجاوات مقسمة على : 500 ميجاوات استثمار لشركة توتال الفرنسية، 500 ميجاوات استثمار لشركة الإماراتية، 500 ميجاوات استثمار لشركة UCC القطرية.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة قد قال في وقت سابق إن ليبيا تتمتع بمصادر هائلة للطاقة المتجددة متمثلة في الإشعاع الشمسي، والرياح، وطاقة الجوف الحرارية، والكتلة الحية، كما أوضحت الدراسات العالمية المقدمة من مركز الفضاء الألماني عن الإمكانيات التقنية والاقتصادية لمصادر الطاقة المتجددة في دول منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط ( دول جنوب أوروبا وشمال افريقيا ، ودول الشرق الاوسط ) ، ومن ضمنها ليبيا ، بأن بها إمكانيات ضخمة من هذه الطاقة المتجددة.
من جانبه أكد مركز بحوث ودراسات الطاقة الشمسية أن ليبيا تعتمد على حوالى 95% من احتياجاتها للطاقة من النفط والغاز، مشددا على حاجتها للعمل للحد من هذا الاعتماد على هذا المصدر من خلال الاعتماد على مشاريعها المحلية بما في ذلك الطاقة الشمسية والرياح كركيزة لسياسة الطاقة في ليبيا وتطبيق إستراتيجية للطاقة تهدف الى خفض الاعتماد على الوقود الاحفوري والحد من الاستنزاف الهائل من ميزانية البلاد.
ونصح المركز بضرورة اتخاذ عدة تدابير قبل الشروع في بناء مدينة الطاقات المتجددة والنووية في الجنوب الليبي وبالتحديد في منطقة ودان وهون ومنها التقليل من أقصى طلب على الطاقة عن طريق تحسين كفاءتها والحفاظ عليها والفوائد العائدة من توفير الوقود الخام والقضايا المتعلقة بالإنتاج مثل عوامل الحمل الإنتاجي والإدارة والتقنيات وادراك حدودها وكذلك القدرة على بناء إمكانيات من الموارد البشرية وإنشاء سلسلة منتجات دولية ودور ليبيا في قطاع الطاقة البديلة.
وشدد المركز على ضرورة دخول تقنية الطاقة المتجددة تدريجيا الى ليبيا بحيث يصبح 50% من إنتاج الكهرباء يعتمد على مصادر غير الوقود الخام مع حلول 2040.
ما بين التوجيهات المختلفة لكيفية التحول للطاقة النظيفة أو المتجددة وبين الخطط الاستراتيجية الموضوعة المنتظر تنفيذها على المدى القريب والبعيد يبقى الوقود الأحفوري هو السيد في الاستخدام رغم الإمكانيات الطبيعية الهائلة التي تملكها ليبيا والتي تؤهلها لتكون رائدة في إنتاج الطاقة المتجددة.
