هاشم شليق
ذكر الرئيس الأميركي ترمب للقادة الأفارقة الخمس في البيت الأبيض “أنتم تنحدرون من أراض ثمينة بالمعادن واحتياطات نفطية كبيرة..
وأضاف “الآن أصبح تركيزنا على التجارة..وهي أصبحت الأساس الذي تمكنتُ من خلالها من تسوية العديد من النزاعات..فلقد كنت أقول لهم أنتم تخوضون حربا إذن لن نتاجر معكم”..
وقال “إن الجهود الجديدة ستركّز على خلق فرص اقتصادية مشتركة بين الولايات المتحدة والدول الإفريقية”..كما حث ترمب على مواصلة القتال ضد الإرهاب..
وذكر أن ملف الهجرة سيكون ضمن جدول أعمال التعاون..والمفارقة أنه في فترة اللقاء تم فرض رسوم على عدد من الدول من بينها ليبيا بنسبة 30% بدءا من أول أغسطس مع منح فرصة للتشاور نحو ابرام اتفاقات ثنائية..
مع العلم أن اهتمامات أمريكا بالدرجة الأولى هي الرسوم على الصلب والألمنيوم والنحاس والرقائق والأدوية والسيارات لغرض حماية الشركات الوطنية الأمريكية..
لذا أكد ترمب أن رسائله إلى الدول الأخرى تُعد دعوة للتفاوض قائلا “الرسالة تعني صفقة تتم مع حلول ساعة التنازلات الأخيرة”..
ومن ناحية أخرى أعربت السيناتورة الأميركية جين شاهين عن ترحيبها بقرار وزير الخارجية الأميركي رفع القيود الإضافية المفروضة على الحكومة السورية..
وهنا أقول طبعا يحدث ذلك بشكل استثنائي لتمهيد الطريق نحو التطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي بعد انحسار المد الشيعي الإيراني..كما لم يتم فرض رسوم معتبرة على دول الخليج الغنية بالنفط والغاز نظرا لخطوات التطبيع فوق أم تحت الطاولة ولوجود قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها..
ختاما لو نقرأ ما قاله ترامب عن أفريقيا في بداية هذه المقالة فكيف يمكن تحقيق كل ما سبق دون اعتبار ليبيا جسر عبور من الجنوب الى الشمال..فالعالم محتاج إلى المرآة الليبية ليرى نفسه جيواقتصاديا أكثر من حاجتنا إليه..والدليل فلنعد بأصابع ايادينا الدول المتداخلة بالطول والعرض في الشأن الليبي..والدبلوماسية الليبية تتعرض منذ فترة لضغوطات سياسية لم يشهد التاريخ لها مثيلا..والحسم في كيفية لعب الساسة الليبيين بأوراق المشهد..
عموما صرح الرئيس الفرنسي ماكرون مؤخرا بالقول يجب على لندن وباريس إنهاء الاعتماد على أميركا والصين..مما يعني التوجه إلى شمال أفريقيا..وهذا ما يجب أن تفعله أمريكا من أجل مصالحها على المدى الإستراتيجي..