انخفضت اليوم البتكوين حوالي 9 % والى ادنى مستوى منذ مايو الماضي، وذلك بعد تحذير الصين بخصوص العملات الرقمية السائدة في السوق، هذا الخبر تم تداوله في كثير من المحطات الإخبارية منذ لحظات.
من وجهة نظري، الصين تحذر، وهي في نفس الوقت تعمل جاهدة ومنذ خمس سنوات على إصدار عملتها الرقمية، بل ذهبت بعض التقارير بانها باتت جاهزة، فلماذا هذا التناقض، من ناحية تحذر، ومن ناحية أخرى، تجّهز في عملتها الرقمية؟
الصين ستقوم بإصدار عملة رقمية منضبطة، بمعنى خضوعها للإشراف التام من جانب بنك الشعب الصيني، بل ضمانها أيضا من احد اكبر الاقتصاديات العالمية ( الأكبر قريبا )، وتحت غطاء اكبر احتياطي نقدي عالمي، اكثر من 3.5 تريليون دولار.
الصين تضع خططها الاستراتيجية دائما على المدى الطويل، وتطبقها عندما تحتاجها، وعندما تكون الظروف ملائمة، هذا ديدنها على مدار الخمسين سنة الأخيرة.
فالصين تعي جيدا اعتماد التجارة العالمية على الدولار، الذي فك ارتباطه بالذهب منذ مدة طويلة، وأصبحت قوته تستمد فقط من اسم امريكا، ولذا فهي تعرف هبوط نجم امريكا الاقتصادي عاجلا امام صعود نجم الصين الاقتصادي، وتعي ان العالم سئم من الدولار واستعماله كوسيلة عقاب اقتصادي، ولذا فهي الصين ستكون الأجدر بقيادة العالم ليس فقط في صادراتها بل أيضا في عملتها.
الصين تعمل بجد على تطوير Blockchain تقنيا وذلك للاستفادة منها في إصدار عملتها الرقمية المضمونة، وسوف لن تستخدم اليوان التقليدي في حربها لانها تعرف مخاطر حربه مع الدولار واليورو.
ولذا فهي ستلجأ إلي استخدام عملتها الرقمية .. مستفيدة من كل عوامل ضعف العملات الرقمية المتداولة.
ها هي بتصريح بسيط، خفضّت البتكوين بـ 9 % ، فما بالك عندما تتحرك عملياً، ( انصح مستثمري البتكوين من البدء في بيعها والتخلص منها).
فترقبوا اليوان الرقمي، كعملة رقمية متداولة عالمية ومنظمة ومنضبطة الإصدار، والرقابة والأمان، والضمان.
د. خالد الزنتوتي
رئيس شركة الاستثمارات الخارجية الأسبق