منصة الصباح

لا تعولوا كثيراً عليها

محمود السوكني

يشهد المركز الدولي “عبداللطيف رحال” في العاصمة الجزائرية اليوم التئام القمة العربية التي يوافق تاريخ إنعقادها مع حلول الذكرى الثامنة والستين لثورة المليون شهيد ، والجزائر رغم كل المحادير تطمح للخروج من هذه القمة بإنجاز يحسب لها بعد سلسلة من الإخفاقات حالت دون عقدها منذ قمة تونس 2019 رغم إتفاق القادة على عقدها كل عام .
إذا كان لهذه القمة من فائدة ترجى فالأمل معقود على حضور ملك المغرب الذي تسربت الانباء عن مشاركته هذه المرة منذ أن قاطع القمة عام 2005 والتي عقدت في الجزائر ايضاً . يرى بعض المحللين في حضور ملك المغرب ومشاركته في لقاء اليوم ماقد ينهي الخلاف المحتدم بين الدولتين الشقيقتين وبالتالي عودة الروح لإتحاد المغرب العربي .
كما أن رغبة بعض الدول الأعضاء في عودة سوريا إلى شغل مقعدها الشاغر منذ عشر سنوات ستكون بنداً مطروحاً للنقاش بعد أن تخلت الجزائر عن المبادرة بدعوة القيادة السورية للحضور تجنباً لإعتراض بعض الدول الأعضاء على ذلك وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية .
لقد كان لإعلان السعودية تكليف وزير الخارجية بترئس وفد بلاده إلى القمة بعد تعذر حضور الملك وولي عهده تأثيره البالغ على مجريات القمة كانت أولى بوادره إعتذار أربعة من قادة دول الخليج عن الحضور وتكليف من ينوبهم . إلى جانب غياب الرئيس اللبناني الذي بمنتهى السهولة واليسر غادر يوم الاحد الماضي القصر الرئاسي مشياً على الأقدام قبل يوم واحد من إنتهاء فترة ولايته .
لقد جاء في بيان بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الجمعة الماضية عبر حسابها على (تويتر) بأن السلام والإستقرار في ليبيا معرضان للخطر بسبب إنتشار الأسلحة في أيدي من وصفتهم “مجموعات غير نظامية وخارج سيطرة الدولة” وهو “مايلعب دوراً محورياً في تزايد أعمال العنف ضد المدنيين وتدمير البنى التحتية” ، وعبرت البعثة في بيانها عن إستعدادها لدعم السلطات الليبية في إدارة الأسلحة والذخائر بالتعاون الوثيق مع لجنة (5+5) . لعل القادة ياخذون علماً بذلك ويحاولوا من جهتهم إيجاد السبل الكفيلة بإنهاء المشكل الليبي بما يؤدي إلى إتفاق نهائي لدستور يوحد البلاد ويصلنا إلى إجراء إنتخابات مبكرة تنهي صراع الفرقاء وتعيد للدولة هيبتها .
كثيرة هي الأماني ، والتفاؤل شاسع بحجم إتساع الأمة وتظل كلها معلقة في أعناق القادة المجتمعون اليوم ، ورغم أننا لا نعول كثيراً على ذلك ، لكننا لن نفقد الأمل .

شاهد أيضاً

متى تكون الوصية واجبة ، بنص القانون؟

أمنة الهشيك ينظم أحكام الوصية القانون رقم (7) لسنة 1994م فقد عرف فقهاء الإسلام الوصية …