لهذا ، فهي فاشلة
غيداء القعيد
الاتحادات الرياضية هي التي تشرف و تدير الألعاب الرياضية كل وفق اختصاصه ، و هي المسئولة على المستوى الذي تكون عليه هذه الألعاب، فمن يدير هذه الاتحادات ؟ و من يتابعها و يساءلها و يحاسبها اذا فشلت أو قصرت او ساء أدائها ؟! هذا ما تقوم به – دون غيرها – الجمعيات العمومية للاتحادات ، فإذا ما علمنا ان هذه الجمعيات العمومية تتكون من رؤساء و أعضاء مجالس إدارات الأندية التي تشكلت أصلاً من قواعد مهترئة في أغلبها، لعلمنا يقينا سبب ما آلت إليه الرياضة في بلادنا .
إن الشرط الأساسي للترشح لعضوية مجالس إدارات الأندية هو أن يكون المترشح حاصلاً على الشهادة الثانوية أو ما يعادلها ، يرفق مصوغها مع مبلغ من المال لا يُرد إلى وزارة الرياضة ؛ و هما شرطان وحيدان لينال صاحبهما القبول لعضوية مجلس إدارة النادي الذي ربما يترئسه يوماً ! .
فهل هذان الشرطان يجيزان لصاحبهما قيادة مرفق شبابي بالكفاءة المطلوبة ؟! و بالتالي ، هل هما كل المطلوب ممن يفترض أن يراقب بعين ثاقبة و يشرف بعقل مفتوح و يتابع بحرص غيور متعلم و يسأل بحكمة واع و مجرب الإتحادات الرياضية التي تدير دفة الرياضة في بلادنا ؟!
كل ما سبق ، إستدعته الذاكرة و أنا اقرأ السؤال المحرج الذي اطلقه زميلنا الصحفي الكبير “أ . كمال الدريك” الذي عنّ له أن يطرح سؤالاً مستفزاً ينكش ما يعتمل في الصدور الا و هو : ( تؤيد أو تعارض … هل اللجنة الأولمبية سبب كل مشاكل الرياضة؟) و قد رددت عليه في حينها بأنها -اي اللجنة الأولمبية- نتاج مجالس إدارات الإتحادات الرياضية التي تشكلها و تراقب أدائها…الخ .
و هذا ما دفعني إلى الكتابة عن أصل نشأة هذه الإتحادات و من تضم في عضويتها ، لنصل بعد ذلك إلى نتيجة واضحة لا تخطئها عين فاحصة مفادها ان مجالس إدارات الاتحادات الرياضية و هي بهذا الهزال لا يمكنها ان تفرخ لجنة أولمبية واعية ، قادرة ، متمكنة، متفهمة لأهمية المهام المناطة بها ، وهو ما اوصلنا إلى ما نحن فيه من تدني مخيف فاضح لا يسر الأصدقاء و يتأسف له حتى الأعداء.