منصة الصباح
غزة بين الفشل في الحصول على هدنة إنسانية والموقف الدولي الخاذل
غزة بين الفشل في الحصول على هدنة إنسانية والموقف الدولي الخاذل

غزة بين الفشل في الحصول على هدنة إنسانية والموقف الدولي الخاذل

غزة بين الفشل في الحصول على هدنة إنسانية والموقف الدولي الخاذل

تقرير/ هدى الغيطاني

بعد نحو 4 أسابيع من القصف المتواصل على قطاع غزة والحرب الشعواء التي لا هوادة فيها وكانت ضحيتها 9488 شهيدًا بينهم 3900 طفل، فشل وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن في إقناع الاحتلال الإسرائيلي بمنح هدنة إنسانية للقطاع المحاصر، على الرغم من المطالبات الدولية بذلك.

ولكن كان رد الاحتلال الإسرائيلي، هو الرفض معبرا عن ذلك باستهداف موكب سيارات الإسعاف الذي يقل مصابين قبل تحركه باتجاه معبر رفح في الجنوب، والذي أسفر عن ارتقاء عشرات الشهداء، كما استهدف الاحتلال أيضا مدرسة الفاخورة التي تأوي نازحين بمخيم جباليا شمال غزة فكانت النتيجة 150 شهيدا وحريجا.

موقف موحد

هذه الاستهدافات الأخيرة كان لها ردود فعل دولية غاضبة، حيث قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “أشعر بالرعب جرّاء الهجوم الذي أفيد به في غزة ضد موكب لسيارات الإسعاف خارج مستشفى الشفاء”، مضيفا: “صور الجثث المتناثرة في الشارع أمام المستشفى مُفجعة”.

وأضاف: “منذ شهر تقريبا والمدنيون في غزة، بمن فيهم الأطفال والنساء، محاصرون ومحرومون من المساعدات ويُقتَلون ويُقصفون.. هذا يجب أن يتوقف”، محذرا من عدم وجود ما يكفي من الغذاء والماء والدواء، في حين أن الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات ومحطات المياه ينفد، وطالب غوتيريش “كل من لديهم نفوذ أن يمارسوه لضمان احترام قواعد الحرب، وإنهاء المعاناة وتجنب امتداد النزاع الذي يمكن أن يجتاح المنطقة بأسرها”

وقال المدير العام لمنظمة الصحّة العالميّة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إنّه “شعر بصدمة عميقة”، مذكرا بأنّه “يجب حماية المرضى ومقدّمي الرعاية والمؤسّسات الطبّية وسيّارات الإسعاف في كلّ الأوقات”.

من جانبه وجه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، نداء عاجلا إلى الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي من أجل “وقف العدوان فورا وفرض هدنة إنسانية” في قطاع غزة، محذرا من أنه “دون هدنة إنسانية، ستواجه غزة المجاعة والإبادة”، مشيرا إلى أن “المجاعة صارت احتمالا قريبا خاصة أن 1.2 مليون إنسان في غزة كانوا يعانون بالفعل من انعدام الأمن الغذائي قبل العدوان الإسرائيلي على القطاع”.

وعلى الرغم من فظاعة الجُرم إلا أن الولايات المتحدة كالعادة تبرر لابنها المدلل الاحتلال الإسرائيلي جرائمه، حيث قال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن حماس حاولت استخدام اتفاق تم بوساطة اميركية لفتح معبر رفح لإخراج كوادرها من قطاع غزة.

من جهة أخرى، ورغم فشل زيارة بلينكن لإسرائيل سعيا لهدنة مزعومة، يزور وزير الخارجية الأمريكي عمان ليلتقي عدد من وزراء الخارجية العرب، حيث سيستمع إلى مطالبهم بشأن وقف إطلاق النار على قطاع غزة.

وفي هذا الصدد أكدت الخارجية الأردنية أن وزراء خارجية السعودية وقطر والإمارات ومصر والأردن وممثلين عن الفلسطينيين سيشددون على “الموقف العربي الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وعاجل للقطاع ويبحثون مع بلينكن كل التداعيات وسبل إنهاء هذا التدهور الخطير الذي يهدد أمن المنطقة برمتها”، فيما أوضح المتحدث باسم الخارجية المصرية أنه سيكون هناك موقف عربي موحد لا يقبل الاهتزاز ولا المواربة، يتضمن “عدم التهجير”، و”إنهاء الاحتلال”، و”إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة”.

ولكن هذا الموقف العربي أو حتى الدولي لم يكن كافيا لتمثيل ضغط على إسرائيل لوقف العدوان على القطاع الدامي، حيث لم تقم أي دولة عربية بقطع العلاقات مع إسرائيل أو حتى التلويح بقطعها.

مواقف ضد إسرائيل

ولكن كانت هناك العديد من المواقف التي يمكن أن توصف بأنها اتخذت منعا لإراقة ماء الوجه، وهي استدعاء الأردن سفيره “بشكل فوري” من إسرائيل، وإبلاغ الأخيرة بـ”عدم إعادة سفيرها إلى عمّان”، ورهن عودة السفراء بوقف إسرائيل حربها على غزة ووقف الكارثة الإنسانية التي تسببها، وكل إجراءاتها التي تحرم الفلسطينيين حقهم في الغذاء والماء والدواء وحقهم في العيش الآمن والمستقر على ترابهم الوطني.

أما مجلس النواب البحريني، فأعلن أن السفير الإسرائيلي “غادر المملكة، مقابل عودة سفيرها من إسرائيل”، إضافة إلى “وقف العلاقات الاقتصادية معها”، وعلى الرغم من تأكيد الخارجية الإسرائيلية، أنه “لم يصلها أي إخطار أو قرار من حكومة البحرين وحكومة إسرائيل بإعادة سفيري البلدين”، إلا أنها قالت إن العلاقات بين البلدين “مستقرة”.

ولكن بوليفيا اتخذت الخطوة الأقوى حتى الآن، حيث قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بالكامل، واتهمتها بارتكاب “جرائم ضد الإنسانية” خلال عملياتها في قطاع غزة.

أما رئيس الكولومبيا فقال “قررت استدعاء سفيرنا لدى إسرائيل. إذا لم توقف إسرائيل المذبحة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني فلن نتمكن من البقاء هناك”.

كما قررت هندوراس، استدعاء سفيرها لدى إسرائيل للتشاور بسبب الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، ومثل هذا القرار اتخذته تركيا حيث قالت وزارة الخارجية إنه “بالنظر إلى المأساة الإنسانية في غزة وبسبب عدم قبول الجانب الإسرائيلي دعوات وقف إطلاق النار واستمرار الهجمات ضد المدنيين، وعدم السماح بدخول المساعدات الإنسانية دون انقطاع وبشكل مستمر، فقد تقرر استدعاء سفيرنا في تل أبيب “.

من جانب آخر تورطت دول أخرى في إثارة شكوك حول مدى دعمها لقضية فلسطين وتعاطفها مع قطاع غزة، إذ أن السعودية بدأت تشن حربا على الفنانين والإعلاميين وكل من رفض المشاركة في مهرجان الرياض الذي نظمته خلال الفترة الماضية حدادا على غزة، فيما استقبلت مطارات الإمارات العديد من الإسرائيليين الهاربين من تل أبيب.

هذه المواقف الخجولة من بعض الدول والمخزية من دول أخرى لن تكون دافعا لإسرائيل لوقف عدوانها، كما أن غياب الموقف العربي القوي وعدم قطع العلاقات أيضا رغم المؤتمرات والاجتماعات والتصريحات ليست إلا ذر للرماد في العيون.

شاهد أيضاً

بلدي زليتن يناقش إزالة التعديات على خط الغاز

ناقش عميد بلدية زليتن مفتاح حمادي، آليات إزالة التعديات على خط الغاز الممتد من مصنع …