منصة الصباح

عيون ادريس

عبدالرزاق الداهش

الطفل ادريس من مدينة البيضاء لم يفقد أمه، بل فقد بصره ايضا.

احيانا يكون فقدان الأم مثل فقد البصر، وفقدان البصر مثل فقدان الأم.

ادريس أخذته جدته إلى قافلة (لم الشمل) الطبية، التي يسيرها مستشفى طرابلس للعيون، في منطقة الشرق الليبي.

اجريت للطفل جراحة معقدة لعينيه الاثنتين من قبل الطبيب الزائر محمد سويلم، بمعاونة فريق من المدينة.

فتح ادريس  عينيه ليرى النور لأول مرة، بعد أن كان لا يرى إلا الظلام.

منجز طبي اخر يسجل للطبيب الليبي، الذي يحتاج للقليل من الامكانيات، والقليل من الثقة، والقليل من الاحترام.

هناك عشرات من عمليات القلب المفتوح التى تجرى اسبوعيا في مشافي ليبية بكل نجاح، وعلى يد اطباء ليبيين.

ادريس قد تمر عليه ايام أكثر صعوبة، ومشاهد أكثر رداءة، كالتي نراها اليوم.

وإدريس ربما سيتمنى ذات مرارة ما لو أنه ظل بقية عمره فاقد للبصر، بسبب من فقدوا بصيرتهم.

المشكلة ليست استعادة البصر، فقد تتكفل بذلك أصابع جراح عيون ماهر، بل استعادة البصيرة؟

والمشكلة ليست عمليات القلب المفتوح بل القلب المغلق، في وطن يستحق أفضل من هذا المأسوي.

شاهد أيضاً

أطباء وصيدليات ولا مكتبات

  زايد…ناقص البيوتُ عناوين. العناوينُ، بطبيعتها، لا تقتصر على البيوت. البيوتُ موزعة في أنحاء ومناطق …