عبدالرزاق الداهش
المحتوى ليس بالضرورة أن يكون ذا قيمة أو ذا رداءة..
المحتوى مثل الصندوق قد يكون ممتلئاً بالعسل، وقد يكون بحفاظات الأطفال المستعملة..
هناك منتج محتوى يُقدّم لك وجبةً معرفية، يحترم فيها ذائقتك الفكرية.
وبالمقابل هناك منتج محتوى آخر يُقدّم لك وصلةً من الردح، والبذاءة..
المشكلة ليست في المحتوى، ولا حتى في صانع المحتوى، إنما بلغة الاقتصاد في المستهلك.. المشكلة فينا..
الغالبية يتابعون بالسر صانع المحتوى الذي يتملق غرائزهم، بما في ذلك المُصاب بلوثة ذهنية..
أما في العلن فجميعهم يشتمون، مع حزمة من الاتهامات، هل هذه حالة شيزوفرينيا فكرية؟ لا أدري!
هناك عددٌ من منتجي المحتوى، مثل أنس الخمسي، وعبدالله ماماش، وطه الجواشي، وغيرهم..
ومع ذلك تحولت مفردة صناعة المحتوى إلى وصمة، بالنسبة للشارع الليبي..
صناعة المحتوى بدأت قبل أن يخترع “هايدلبرغ” آلة الطباعة، ولهذا طه حسين صانع محتوى، ومصطفى محمود، والأبراشي، والبسباسي، وعمي الهادي.ونجوم التوك شو في التلفزيون..
والصحافة الصفراء التي تتعامل مع الصحافة كمهنة البحث عن الفضيحة، وليس الحقيقة كانت الأكثر شعبية..
واذا سلّمنا بأن إنتاج المحتوي جاء بعد الانترنت، وشبكات ومنصات التواصل الاجتماعي، فهناك الخير، وهناك الشر،..فالمهم أنت وماذا تتابع؟